القسام تهدد بالرد: اغتيال رائد سعد يفجّر أزمة وقف النار في غزة

توتر ميداني جديد يخيّم على قطاع غزة بعد اغتيال القيادي البارز في حركة حماس، رائد سعد، في ضربة إسرائيلية بطائرة مسيّرة.

الحادث فجّر موجة تحذيرات وتهديدات بالرد، وفتح باب التساؤلات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، وسط اتهامات مباشرة لإسرائيل بخرق التفاهمات القائمة.

بيان القسام: تجاوز للخطوط الحمراء

كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وصفت عملية اغتيال رائد سعد بأنها خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار. 

بيان رسمي نُشر عبر منصة "تليجرام" أكد أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء عبر استهداف قادة المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن العدوان لا يزال مستمراً دون توقف.

البيان شدد على أن حق الرد مكفول، وأن الدفاع عن النفس حق مشروع لا يمكن التنازل عنه، في إشارة واضحة لاحتمال تصعيد عسكري خلال الفترة المقبلة.

تعيين قائد جديد للتصنيع العسكري

الكتائب أعلنت تكليف قائد جديد لتولي مسؤولية ركن التصنيع العسكري، خلفاً للقيادي الراحل رائد سعد. 

القرار جاء سريعاً، في رسالة تعكس جاهزية التنظيم واستمرارية العمل العسكري رغم الضربات والاغتيالات.

التأكيد على هذا التعيين حمل دلالة واضحة على أن سياسة الاغتيالات لن تنجح في تعطيل البنية التنظيمية أو شل قدرات المقاومة، وفق ما ورد في مضمون البيان.

اتهام مباشر لإسرائيل وتحميل الوسطاء المسؤولية

تصعيد لهجة القسام تضمن اتهاماً صريحاً لإسرائيل بضرب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرض الحائط. 

البيان دعا الإدارة الأميركية والوسطاء الدوليين إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه ما يحدث، محملاً إياهم تبعات انهيار محتمل لاتفاق وقف إطلاق النار.

الرسالة عكست فقدان الثقة في الضمانات الدولية، وأظهرت حجم الغضب داخل أوساط المقاومة بعد عملية الاغتيال.

حماس تحذر: الاتفاق مهدد بالانهيار

رئيس حركة حماس في قطاع غزة وكبير مفاوضيها، خليل الحية، أكد أن اغتيال رائد سعد يهدد صمود اتفاق وقف إطلاق النار. 

تصريح الحية جاء في خطاب مصور، طالب خلاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلزام إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق وعدم دفعه نحو الانهيار الكامل.

الحية أشار إلى أن رائد سعد يُعد أكبر قيادي في حماس يتم اغتياله منذ بدء سريان الاتفاق، ما يرفع مستوى الخطورة السياسية والميدانية.

تفاصيل الاغتيال ودور رائد سعد

ضربة إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة رائد سعد بأربعة صواريخ على طريق الرشيد غرب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتله وثلاثة آخرين. 

مصادر في الحركة وصفت سعد بأنه الرجل الثاني في قيادة الجناح العسكري بعد عز الدين الحداد.

إسرائيل من جانبها اتهمت القيادي الراحل بالضلوع في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر 2023، الهجوم الذي أشعل شرارة الحرب المستمرة حتى اليوم.

خلافات عالقة ومستقبل غامض

الوضع الميداني يعكس انقسام السيطرة داخل القطاع، مع بقاء القوات الإسرائيلية في النصف الشرقي الخالي من السكان، مقابل سيطرة حماس على النصف الغربي حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني وسط أنقاض الدمار.

الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة، مع إصرار إسرائيل على نزع سلاح حماس ومنع أي دور إداري لها مستقبلاً، مقابل تمسك الحركة بسلاحها ومطالبتها بانسحاب إسرائيلي كامل.

قوة دولية وحدود الدور

الاتفاق ينص على تشكيل قوة استقرار دولية بتفويض أممي للمساعدة في حفظ السلام. 

خليل الحية شدد على أن يقتصر دور هذه القوة على الفصل بين الطرفين خارج حدود قطاع غزة، دون أي وجود داخل أراضيه.