رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

معبر رفح يختنق بالمساعدات: اتهامات أوروبية بتعطيل الإغاثة وتحذير من شتاء قاسٍ في غزة

معبر رفح
معبر رفح

أزمة إنسانية تتفاقم داخل قطاع غزة، ومشهد شاحنات متكدسة عند معبر رفح يعكس حجم التعقيدات السياسية والأمنية التي تحاصر الإغاثة. 

تصريحات أوروبية صريحة أعادت ملف المساعدات إلى الواجهة، وسط تحذيرات من كارثة وشيكة مع اقتراب فصل الشتاء واستمرار القيود المفروضة على دخول الدعم الإنساني.

شاحنات مكدسة وقيود مثيرة للجدل

مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية تتكدس عند معبر رفح دون السماح بدخولها إلى قطاع غزة. 

هذا ما كشفته مفوضة المساواة في الاتحاد الأوروبي، حاجة الحبيب، في تصريحات حملت انتقادات مبطنة لإسرائيل، باعتبارها الجهة المسيطرة على المعبر من الجانب الفلسطيني.

تصنيف الكثير من المواد الإغاثية باعتبارها "ذات استخدام مزدوج" شكّل السبب الرئيسي لتعطيل دخولها، وهو توصيف أثار استياء المسؤولين الأوروبيين والمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان.

تفاصيل صادمة عن منع المساعدات

تصريحات لافتة أطلقتها الحبيب خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الاثنين، أكدت خلالها أن بعض المساعدات تُمنع لأسباب وصفتها بغير المنطقية.

أكياس النوم تُرفض بسبب لونها، والكراسي المتحركة تُحتجز بسبب عجلاتها، في مشهد يعكس تشدد إجراءات التفتيش إلى حدّ يعيق أبسط الاحتياجات الإنسانية.
واقع إنساني قاسٍ يفرض نفسه على سكان القطاع، في وقت يحتاج فيه المدنيون إلى كل أشكال الدعم، خاصة مع تدمير واسع للبنية التحتية منذ عام 2023.

دعوة أوروبية لإدخال كامل وفوري

تحذير أوروبي واضح شددت عليه مفوضة المساواة، إذ أكدت أن المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل إلى غزة بشكل كامل وفوري، وليس وفق آلية تدريجية بطيئة. 

اقتراب فصل الشتاء شكّل محور هذا التحذير، في ظل نقص حاد في المأوى والمواد الأساسية، وغياب القدرة على مواجهة الظروف الجوية القاسية داخل القطاع المحاصر.

قيود تطال المسؤولين والمؤسسات

منع رسمي طال أيضاً الزيارات الأوروبية، حيث أفادت الحبيب بعدم السماح لها بدخول قطاع غزة. 

قيود إضافية شملت المفوضية الأوروبية نفسها، بعدما مُنعت من إعادة فتح مكتبها داخل القطاع.

واقع يعكس حجم القيود المفروضة ليس فقط على المساعدات، بل أيضاً على الوجود الدولي الإنساني والرقابي.

اتفاق هدنة وأرقام على الورق

اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، عقب مفاوضات طويلة بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، تضمّن بنداً واضحاً يقضي بإدخال 600 شاحنة إغاثة يومياً إلى غزة. 

هذا الرقم وُضع لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان، في ظل أوضاع وصفت بالكارثية داخل القطاع المدمر.

تدفق بطيء رغم فتح معبر رفح

شاحنات الإغاثة بدأت بالفعل دخول القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر منذ أكتوبر، إلا أن الواقع الميداني كشف عن فجوة كبيرة بين الاتفاق والتنفيذ. 

إجراءات أمنية مشددة وعمليات تفتيش إسرائيلية معقدة أدت إلى تباطؤ شديد في تدفق المساعدات، ما حوّل الالتزامات الإنسانية إلى مسار بطيء لا يواكب حجم الكارثة.

أزمة إنسانية بلا أفق واضح

وضع إنساني مأزوم يواصل فرض نفسه على غزة، في ظل استمرار القيود وتعثر إدخال الإغاثة. 

تحذيرات أوروبية تتصاعد، وأرقام المساعدات تبقى حبيسة المعابر، بينما يواجه سكان القطاع شتاءً قاسياً بإمكانات شبه معدومة، وسط غياب أفق واضح لحل جذري يضمن وصول الدعم دون عوائق.

تم نسخ الرابط