استقالة تهز بلغاريا.. رئيس الوزراء يغادر منصبه وسط أعنف احتجاجات منذ سنوات
تهتز الساحة السياسية في بلغاريا منذ أسابيع على وقع احتجاجات واسعة غير مسبوقة، انتهت بإعلان رئيس الوزراء روسن جيليازكوف استقالة حكومته في لحظة سياسية حساسة للغاية.

وتأتي هذه الاستقالة قبل دقائق فقط من تصويت برلماني على حجب الثقة، في وقت تستعد فيه البلاد لاعتماد اليورو رسمياً مطلع يناير 2026.
وتتقاطع الأزمة السياسية مع غضب شعبي واسع من السياسات الاقتصادية وقضايا الفساد التي تحولت إلى محور أساسي في الشارع البلغاري.
جيليازكوف يقدّم استقالته قبل تصويت حجب الثقة
يعلن رئيس الوزراء روسن جيليازكوف استقالة حكومته اليوم الخميس في بيان متلفز قصير، قبل لحظات من تصويت البرلمان على اقتراح بحجب الثقة، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

ويشكل القرار تتويجاً لأسابيع من الضغط الشعبي المتواصل، الذي حمّل الحكومة مسؤولية فشلها في معالجة الفساد وتصاعد الأعباء الاقتصادية.
احتجاجات ضخمة تعيد الشارع إلى الواجهة
تجتاح شوارع العاصمة صوفيا تظاهرات ضخمة لم تشهدها بلغاريا منذ أعوام، حيث احتشد عشرات الآلاف من المواطنين في ساحة الاستقلال للمطالبة بإسقاط الحكومة.
وتتكرر التجمعات للمرة الثالثة خلال ثلاثة أسابيع، وسط هتافات غاضبة بشعارات مثل استقالة وسئمت وارحلوا.
شباب غاضبون وصوت يرفض الفساد
تُظهر المظاهرات حضوراً شبابياً لافتاً، إذ تقول الموظفة جيرجانا جيلكوفا (24 عاماً) لفرانس برس إن الفساد "بات في كل مكان" وأن الوضع "لم يعد يُحتمل".
وتضيف أن عدداً كبيراً من أصدقائها غادروا البلاد ولن يعودوا، قبل أن تطلق وصفاً قاسياً بقولها: "ينبغي أن يغادر الطفيليون الحكم".
خلافات محتدمة حول موازنة 2026
تبدأ موجة الغضب نهاية نوفمبر حين حاولت الحكومة تمرير موازنة 2026 بشكل عاجل، وهي أول موازنة تعتمد العملة الأوروبية الموحدة.
وتشير الوقائع إلى أن مشروع الموازنة تضمّن زيادات في الضرائب والمساهمات الاجتماعية، ما أثار شكوكاً لدى المتظاهرين والمعارضة بأن الحكومة تحاول إخفاء عمليات اختلاس عبر هذه التعديلات.
وتسحب الحكومة مشروع الموازنة في الثالث من ديسمبر تحت ضغط الشارع، قبل أن تعيد تقديم صيغة جديدة إلى البرلمان مع بداية الأسبوع.
استهداف إعلامي وسياسي مثير للجدل
يتجاوز غضب المحتجين الحكومة ليطال شخصية سياسية بارزة هي قطب الإعلام السابق دليان بيفسكي، الذي تتهمه المعارضة بممارسة نفوذ واسع على الإعلام والأجهزة الأمنية والقضاء.

ويترأس بيفسكي حزب الأقلية التركية، الذي يضمن للحكومة غالبية برلمانية، رغم فرض الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات عليه بتهم تتعلق بالفساد.
تعبئة واسعة بقيادة ائتلاف إصلاحي
تقود التظاهرات ائتلاف "نواصل التغيير – بلغاريا ديمقراطية"، وهو ائتلاف إصلاحي مؤيد للغرب، يواصل حشد الشارع في العاصمة ومدن بلغارية أخرى.
وتمثل هذه التعبئة إحدى أقوى موجات الاحتجاج منذ سنوات، ما يضع بلغاريا أمام مرحلة سياسية جديدة في ظل الاستعداد الرسمي للانضمام إلى منطقة اليورو.



