مداهمة درامية تهز كييف: اقتحام مكتب رئيس ديوان زيلينسكي وسط اتهامات بصنع شبكة فساد طاقية كبرى

تشهد الساحة السياسية الأوكرانية توتراً غير مسبوق بعدما فجرت مداهمة مقر أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، موجة واسعة من التساؤلات حول حجم الفساد داخل منظومة الحكم. 

تأتي العملية الأمنية في إطار تحقيق ضخم يتعلق بشبكة فساد في قطاع الطاقة، يقودها وفق بيانات المحققين أحد المقربين من الرئيس نفسه، ما يضع الإدارة الأوكرانية تحت ضوء دولي حاد ويثير جدلاً داخلياً واسعاً حول حدود النفوذ السياسي ومسؤوليات أجهزة الرقابة.

مداهمة مفاجئة تهز قمة السلطة

أطلقت أجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية عملية غير مسبوقة منذ ساعات الصباح الأولى، بعدما أكد النائب ياروسلاف جيليزنياك تنفيذ عناصر المكتب الوطني لمكافحة الفساد (NABU) ومكتب المدعي العام لمكافحة الفساد (SAPO) عملية تفتيش داخل مقر يرماك. 

جاءت المعلومات عبر قناته على "تلجرام"، حيث كشف تفاصيل المداهمة التي دفعت الصحف المحلية إلى متابعة الحدث لحظة بلحظة.

نشرت صحيفة "أوكراينسكايا برافدا" صورة التُقطت من موقع العمليات داخل المنطقة الحكومية شديدة التحصين، مؤكدة مشاركة ما يقارب عشرة من محققي الهيئتين في الإجراءات التحقيقية. 

التزام يرماك الصمت حتى اللحظة فتح الباب أمام تكهنات عديدة حول طبيعة الأدلة التي دفعت المحققين للتحرك بهذا الشكل المباشر.

اتهامات ثقيلة تتصاعد ضد رئيس مكتب زيلينسكي

طرح النائب أوليكسي جونتشارينكو مزيداً من التفاصيل عبر قناته في "تلجرام"، مشيراً إلى أن المداهمة جاءت على خلفية ما وُصف بـ"أوامر صادرة عن يرماك" تُلزم بمراقبة عمل محققي مكافحة الفساد، وهو ما اعتبره النواب تدخلاً مباشراً في مسار التحقيقات.

اتهم جونتشارينكو يرماك بالضلوع في مخططات مرتبطة بـ"قضية مينديتش" الشهيرة، إلى جانب الاستيلاء المحتمل على كيان ثالث لم تُعلن وسائل الإعلام عن طبيعته بعد. 

قال إن وثائق التحقيق تؤكد تسجيل وقائع مرتبطة بهذا الكيان، ما يعزز الشبهات المحيطة برجل الرئيس القوي.

عملية "ميداس": نقطة التحول في ملف الفساد

أعلنت NABU وSAPO في 10 نوفمبر إطلاق عملية واسعة باسم "ميداس" لكشف شبكة فساد ضخمة داخل قطاع الطاقة الأوكراني. 

كشفت التحقيقات أن رأس الشبكة هو رجل الأعمال تيمور مينديتش، الذي تجمعه علاقة صداقة قديمة بالرئيس زيلينسكي. 

شكل هذا الارتباط صدمة سياسية، خصوصاً بعد مداهمات طالت منزله ومقر وزارة العدل وشركة "إنيرجواتوم" الحكومية.

أوضحت التحقيقات أن الشبكة مارست غسل أموال تتجاوز 100 مليون دولار أميركي، في أكبر قضية فساد تضرب القطاع خلال السنوات الأخيرة.

تسجيلات سرية تكشف تفاصيل مثيرة

بدأت NABU في اليوم نفسه نشر أجزاء من تسجيلات صوتية التقطت داخل شقة مينديتش، تكشف مناقشات مطولة حول تفاصيل المخططات. 

بلغت مدة التسجيلات ألف ساعة كاملة، ما يشير إلى حجم المعلومات المرتقبة في المرحلة المقبلة.

تفتح هذه التسجيلات الباب أمام احتمالات توجيه اتهامات جديدة بحق شخصيات رسمية، وربما تمثل أكبر اختبار لمصداقية الحكومة الأوكرانية في مكافحة الفساد، خاصة خلال الحرب المستمرة والضغوط الدولية المتزايدة.