رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

جفاف البشرة.. مشكلة عميقة تتجاوز نقص الماء وتبدأ من تضرر الحاجز الواقي للجلد

جفاف البشرة
جفاف البشرة

جفاف البشرة في كثير من الأحيان لا يرتبط بنقص الماء فحسب، بل بضعف الحاجز الواقي للبشرة نفسه.

فعلى الرغم من الوعود المتكررة بما يسمى "الترطيب العميق"، ورغم الإكثار من الكريمات وشرب الماء، يبقى جفاف البشرة لدى كثيرين علامة على مشكلة أعمق تتجاوز السطح، تتعلق ببنية الجلد ووظائفه الدفاعية.

أوضحت الدكتورة ماهالاكشمي رافيشاندران، بحسب تايمز أوف إنديا، أن البشرة الصحية تعتمد على حاجز معقد يتكوّن من الدهون والبروتينات والمرطبات الطبيعية.

 هذا الحاجز يحبس الرطوبة ويمنع المهيجات من التسلل، لكن التلوث، والصابون القاسي، والشيخوخة، والمكيفات، كلها عوامل تُخلّ بهذا التوازن تدريجيًا.

وقالت: "عندما يتضرر الحاجز، يفقد الجلد قدرته على الاحتفاظ بالماء، وفي هذه الحالة، لا يمكن إعادة ترطيب البشرة بالكريمات وحدها، لأن المشكلة تتعلق ببنية الحاجز نفسه".

من جانبها، شددت الدكتورة بريانكا أغراوال، استشارية الأمراض الجلدية، على أن الترطيب خطوة مهمة، لكنه ليس الحل الوحيد، ولا يمكن الاعتماد على مرطب فقط لحل مشكلة جفاف مستمر"، مؤكدة أن الهواء البارد في الشتاء يسحب الماء من الجلد بسرعة، ما يجعل مرطبات الجِل أقل فعالية مقارنة بالكريمات الغنية بالسيراميدات.

وأضافت أن أنماط الحياة الحديثة من تكييف الهواء إلى الغسل المتكرر تضعف الحاجز الدهني للبشرة، ما يجعلها غير قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة مهما زاد الترطيب السطحي.

أوضحت أن الجفاف المستمر ليس مجرد مشكلة تجميلية: "غالبًا ما يشير جفاف البشرة المزمن إلى خلل في الحاجز الواقي. الترطيب وحده يخفف الأعراض، لكنه لا يعالج السبب إذا كان الحاجز متضررا".

دراسة نشرت في مجلة Pediatric Dermatology وجدت أن المرطبات التقليدية لا تصلح نقص الدهون الحاجزة في حالات مثل التهاب الجلد التأتبي، أما التركيبات الغنية بالدهون الفسيولوجية مثل السيراميدات، فكانت قادرة على إعادة بناء الطبقات الدهنية الثنائية الضرورية لسلامة الحاجز.

لماذا يفشل “الترطيب فقط”؟

يتكون حاجز البشرة من طبقات فيزيائية وكيميائية ومناعية وميكروبية، يتضرر هذا الحاجز بسبب:

نقص الدهون والسيراميدات

الصابون والمنظفات القاسية

التلوث

العمر

المناخ الجاف

الإفراط في الغسل

الماء الساخن

التهوية والتكييف المستمر


وعندما يضعف الحاجز، تفقد البشرة الماء مهما شربت أو استخدمتِ مرطبات خفيفة.

ما الذي ينصح به الخبراء؟

1. استخدام كريمات إصلاح الحاجز الغنية بالسيراميدات والدهون
وهي منتجات تعيد بناء الحاجز بدلا من مجرد ترطيب السطح.

2. تجنّب الإفراط في التنظيف والماء الساخن والمنظفات القاسية لأنها تزيل الطبقة الدهنية الطبيعية.

3. اتباع روتين متعدد الجوانب
يشمل تنظيفًا لطيفًا، تقشيرًا خفيفًا عند الحاجة، حماية من الشمس والتلوث، وترطيبًا داعمًا للحاجز.

4. دعم البشرة من الداخل
الترطيب الداخلي مهم، لكنه جزء من الصورة فقط.

5. الاستفادة من العلاجات الجلدية الحديثة
 

 تساهم العلاجات المحفزة للكولاجين والإيلاستينمثل حقن حمض الهيالورونيك  في تحسين قدرة البشرة على الاحتفاظ بالماء على المدى الطويل، لأنها تُعيد تنشيط آليات الإصلاح الذاتية.

وتضيف الدكتورة أغراوال أن تقنيات ليزر الترطيب والعلاجات المتقدمة للوجه تعزز تجدد الخلايا وتغذية البشرة، ما يحسن قوة الحاجز ويزيد احتفاظها بالرطوبة بعمق.

الجفاف المستمر علامة على خلل داخلي في الحاجز الواقي للبشرة وتتجه العناية الحديثة نحو إصلاح الحاجز وإعادة بناء الدهون الطبيعية، لأن الترطيب وحده لا يكفي لعودة البشرة إلى توازنها الصحي.

تم نسخ الرابط