رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

سطو إسرائيلي على تراث أم كلثوم يشعل البرلمان المصري.. ما القصة؟

ام كلثوم
ام كلثوم

في تطور أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الثقافية والسياسية المصرية، فجّر الدكتور إيهاب رمزي، عضو مجلس النواب وأستاذ القانون الجنائي، قضية اعتبرها "اعتداءً مباشرًا على التراث الفني المصري"، واتهم فيها جهات إسرائيلية بمحاولة الاستيلاء على إرث سيدة الغناء العربي أم كلثوم عبر تنظيم حفلات موسيقية تستلهم أعمالها دون أي سند قانوني.

القضية التي بدأت كخبر ثقافي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحوّلت سريعًا إلى ملف برلماني ضخم يضع الحكومة أمام تساؤلات رسمية حول تحركها للدفاع عن "هوية مصر الموسيقية"، وسط تأكيدات بأن ما يحدث لا يمكن اعتباره مجرد فعالية فنية، بل "سطو ثقافي" يستهدف ركنًا أساسيًا من ذاكرة المصريين والعرب.

خطوة إسرائيلية مثيرة للجدل: حفلات تستلهم تراث أم كلثوم

أصل الأزمة يعود  بحسب تصريحات النائب  إلى ما نشرته "هآرتس" حول نية فرقة إسرائيلية تُدعى "بيركات إيلانور" تنظيم سلسلة حفلات موسيقية مستوحاة من أعمال أم كلثوم داخل الأراضي المحتلة.
هذه الخطوة، وفق ما وصفه رمزي، ليست مبادرة فنية بريئة، بل "محاولة واضحة لسرقة الإرث الفني المصري" فإحياء أغاني أم كلثوم  أيقونة الطرب العربي  في سياق غير قانوني يمثل من وجهة نظره "تعديًا صريحًا على الملكية الفكرية واعتداءً على رمز ثقافي يشكل جزءًا من هوية الأمة".

انتهاك للملكية الفكرية.. وتراث لا يقدّر بثمن

رمزي شدّد في تصريحاته على أن أعمال أم كلثوم ليست مجرد أغنيات، بل تراث حضاري يحمل قيمة تاريخية وثقافية لا يمكن التفريط فيها.

وقال إن استخدام هذا التراث دون الحصول على موافقة الجهات المصرية المالكة للحقوق يعد "جريمة مكتملة الأركان" وفق القوانين الدولية الخاصة بالملكية الفكرية، مضيفًا أن مثل هذه التجاوزات "لا يجوز السكوت عنها"، خاصة أنها تتكرر بين الحين والآخر بطريقة باتت  كما يرى  تستهدف محو الحقوق الفنية العربية وإعادة تدويرها في سياقات تخدم روايات ثقافية أجنبية.

المرة ليست الأولى.. ونائب يحذر من تكرار السيناريو

وأشار رمزي إلى أن هذه ليست السابقة الأولى لمحاولات مشابهة، إذ سبق أن ظهرت عروض في الخارج تُنسب أعمال أم كلثوم لجهات غير مصرية، ما اعتبره "تطورًا خطيرًا يرقى لمستوى الاعتداء على التراث الحضاري للأمة".

وأضاف أن تكرار هذا النمط يستوجب تحركًا حكوميًا عاجلًا، ليس فقط لإيقاف الحفلات الحالية، بل لإغلاق الباب أمام أي استغلال مستقبلي غير مشروع لتراث فناني مصر الكبار.

تحرّك برلماني رسمي: خمسة تساؤلات تكشف حجم القلق

في إطار تصعيده للقضية، تقدّم الدكتور إيهاب رمزي بسؤال رسمي إلى وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، تضمّن خمسة تساؤلات وُصفت داخل البرلمان بأنها "ساخنة" وتعكس خطورة ما يجري.
وحملت التساؤلات المطروحة طابعًا استفساريًا وتحذيريًا في الوقت ذاته، حيث ركّزت على:

1. موقف وزارة الثقافة

ما إذا كانت الوزارة اتخذت أي خطوات رسمية لمواجهة ما يجري، خصوصًا في ظل نشر الصحيفة الإسرائيلية لتفاصيل الحفلات المرتقبة.

2. الآليات القانونية الدولية

هل تمتلك الدولة المصرية إجراءات واضحة لحماية تراثها الفني من الاستغلال غير المشروع في الخارج؟

3. التواصل مع المنظمات الدولية

هل خاطبت الجهات المختصة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الملكية الفكرية لوقف ما يجري قبل حدوثه؟

4. حقوق عائلة أم كلثوم

ما مصير الحقوق القانونية والمالية المترتبة لعائلة كوكب الشرق والجهات المالكة لتراثها؟

5. التنسيق مع وزارة الخارجية

هل يجري التنسيق لاتخاذ خطوات دبلوماسية وقانونية ضد هذه "المحاولة التي تمس الهوية المصرية" كما وصفها النائب؟

“سطو ثقافي”.. لا مجرد مشروع فني

رمزي أكد أن ما يجري ليس مبادرة فنية للاحتفاء بتراث أم كلثوم، بل "سطو ثقافي متعمد"، يهدف  بحسب قوله  إلى استغلال الإرث الفني المصري تجاريًا وثقافيًا دون مراعاة للحقوق أو الاعتبارات الأخلاقية.

وأعلن تضامنه الكامل مع عائلة أم كلثوم، ومع المؤسسات الثقافية والفنية المصرية التي سارعت إلى إدانة الإعلان الإسرائيلي، معتبرةً أن ذلك يمس المكانة الحضارية لمصر، ويشكل تهديدًا لرموزها الفنية الكبرى.

 

تم نسخ الرابط