ترامب يدفع نحو أكبر توسع لحظر السفر.. قائمة تتجاوز 30 دولة وقلق عالمي من تبعات القرار
قرار أميركي جديد يلوّح بمرحلة أكثر تشدداً تجاه دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة، بعدما أكدت الإدارة الأميركية أن قائمة حظر السفر في عهد الرئيس دونالد ترامب ستشهد توسعاً غير مسبوق، لتشمل أكثر من 30 دولة دفعة واحدة.
خطوة تثير موجة واسعة من التساؤلات حول دوافعها الأمنية وتداعياتها السياسية، خصوصاً مع تصاعد الخطاب الرسمي بشأن الهجرة بعد حادث إطلاق النار الأخير في واشنطن.
تصريحات رسمية تكشف توجهاً أكثر شمولاً
كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي في إدارة ترامب، قدّمت ملامح هذا التوسع خلال مقابلة تلفزيونية عبر قناة فوكس نيوز مساء الخميس.
إجابة الوزيرة جاءت حاسمة حين سُئلت حول إمكانية رفع عدد الدول المدرجة على قائمة الحظر إلى 32 دولة، إذ أكدت أن العدد يتجاوز بالفعل 30 دولة، مضيفة أن الرئيس ترامب يواصل حالياً تقييم الدول بشكل مستمر.
تصريحات نويم عكست توجهاً واضحاً نحو تشديد غير مسبوق، لكنها لم تكشف عن أسماء الدول التي ستضاف إلى القائمة.
إلا أن إشارتها إلى معايير القرار أوضحت الكثير، خصوصاً قولها إن الدول التي لا تملك حكومة مستقرة أو غير قادرة على التحقق من هوية مواطنيها لن تكون مؤهلة للسماح لمواطنيها بالسفر إلى الولايات المتحدة.
معايير أمنية تُبرّر التوسع الجديد
حديث الوزيرة حمل رسالة مباشرة: الإدارة الأميركية ترى أن أي دولة غير مستقرة سياسياً أو مؤسسياً تمثل خطراً محتملاً على الأمن القومي.
ومن هذا المنطلق تبرّر واشنطن هذا التوسع بضرورة حماية الحدود من أفراد لا يمكن التأكد من خلفياتهم أو هوياتهم بصورة موثوقة.
تأكيد نويم أعاد إحياء النقاش الدائم حول العلاقة بين الأمن والهجرة، خصوصاً بعد سلسلة قرارات اتخذتها إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة، والتي شملت حظر دخول مواطني 12 دولة بالكامل، إضافة إلى فرض قيود صارمة على مواطني سبع دول أخرى.
تلك القرارات جاءت وفق تصريحات الرئيس ترامب حينها لحماية الولايات المتحدة من "الإرهابيين الأجانب" ومصادر التهديدات المحتملة.
وثائق استخباراتية تُرجّح نطاقاً أوسع للحظر
تقارير وكالة رويترز نقلت سابقاً تفاصيل مسربة من برقية داخلية في وزارة الخارجية الأميركية، تفيد بأن الإدارة تدرس بالفعل حظر دخول مواطني 36 دولة إضافية.
هذه التسريبات تتقاطع بشكل كبير مع تصريحات نويم الأخيرة، ما يعزز احتمالات أن توسيع القائمة لم يعد مجرد طرح نظري، بل خطوة عملية قيد التنفيذ.
أحداث واشنطن تدفع نحو تشدد غير مسبوق
حادثة إطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني في العاصمة واشنطن الأسبوع الماضي شكّلت نقطة تحول بارزة.
الحدث دفع الرئيس ترامب إلى إطلاق تصريحات نارية، أبرزها تعهده بوقف الهجرة نهائياً من جميع دول العالم الثالث.
ورغم عدم تحديده للدول المقصودة، إلا أن العبارة حملت إشارات مباشرة إلى توجّه تصعيدي قد يتجاوز الإجراءات السابقة.
تزامن هذه التصريحات مع إعادة تقييم واسعة لقوائم الحظر يعكس رغبة الإدارة في تقديم رد سياسي وأمني سريع على الحادثة، عبر تشديد أبواب الدخول وترسيخ خطاب يتجه نحو الحد الأقصى من الصرامة.
تداعيات دولية محتملة
توسيع قائمة الحظر يشكل خطوة ستثير بلا شك ردود فعل واسعة في الدول المتأثرة، خصوصاً تلك التي تعتمد على السفر إلى الولايات المتحدة لأغراض الدراسة أو العمل أو العلاج.
كما يتوقع محللون أن يؤدي القرار إلى توتر دبلوماسي مع عدد من الحكومات، إلى جانب تداعيات اقتصادية على الجاليات المقيمة أو الراغبة في التنقل بين الجانبين.
ملامح المرحلة المقبلة تشير إلى أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة جديدة من سياسات الهجرة الأكثر تشدداً، مع توسع غير مسبوق في قائمة الدول المحظورة.
وبينما تؤكد الإدارة أن الهدف هو تعزيز الأمن، يعتقد مراقبون أن القرار يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز الخطاب الأمني المباشر.
ومع غياب القائمة النهائية حتى الآن، تبقى الأنظار معلّقة على الإعلان الرسمي الذي قد يعيد رسم شكل حركة السفر العالمية نحو الولايات المتحدة في الفترة المقبلة.


