رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

أنفلونزا هذا العام تربك المصريين.. شراسة غير مسبوقة بلا فيروس جديد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع دخول الخريف واقتراب الشتاء، لم يعد المشهد الصحي هذا العام عابرًا أو اعتياديًا؛ فقد زادت الشكاوى بين المواطنين من أعراض تنفسية حادة وطويلة المدى، وانتشرت موجة من القلق على مواقع التواصل الاجتماعي حول احتمال ظهور فيروس جديد أو متحور غير معروف من كورونا وبين تضارب الروايات وقلق الأهالي على أطفال المدارس، خرجت وزارة الصحة وخبراء المناعة ليوضحوا حقيقة ما يحدث، ويكشفوا عن مفاجأة تتعلق بالأنفلونزا هذا الموسم، إلى جانب رسائل طمأنة للرأي العام ودعوات لتعزيز المناعة قبل دخول الشتاء.

انتشار فيروسات تنفسية موسمية.. وليس وباءً جديدًا

تصريحات رسمية: نعم هناك انتشار.. لكن بلا مفاجآت وبائية

أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن انتشار الفيروسات التنفسية في هذا الوقت من العام أمر معتاد ومتوقع، لكنه شدد على أن ما يلاحظه المواطنون من شدة الأعراض وطول فترة الشفاء هذا الموسم «حقيقي».

وأوضح أن الأعراض هذا العام بالفعل أقوى من السنوات الماضية، لكن هذا لا يعني وجود متحور جديد أو فيروس مجهول.

3 فيروسات تتصدر المشهد.. بلا ظهور لأي سلالة طارئة

وفقًا لنتائج الترصد الوبائي التي تجريها وزارة الصحة، فإن أكثر الفيروسات انتشارًا حاليًا هي:

فيروس الأنفلونزا (في المرتبة الأولى)،

الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)،

فيروس كورونا كوفيد-19 (لكن بنسبة أقل بكثير من السنوات الماضية).

وبحسب عبدالغفار، أنه لا توجد أي مؤشرات على ظهور فيروس جديد، وكل ما يحدث هو ضمن الدورة الطبيعية للفيروسات الموسمية التي تتعرض لتحورات طفيفة تساعدها على البقاء، لكنها ليست تحورات خطيرة أو غير مألوفة.

مفاجأة هذا الموسم.. لماذا الأنفلونزا أقوى وأكثر شراسة؟

تراجع إصابات الأنفلونزا خلال جائحة كورونا: عامل أدى لتغير المناعة العامة

يكشف الدكتور حسام عبدالغفار عن مفاجأة مهمة قد تفسر حدّة الأنفلونزا هذا العام: خلال فترة انتشار فيروس كورونا بين عامي 2019 و2022، انخفضت إصابات الأنفلونزا بنسبة 99% تقريبًا، بعدما أصبح كورونا هو الفيروس السائد هذا الانخفاض الكبير أدى إلى تراجع المناعة الطبيعية المجتمعية ضد الأنفلونزا، ومع عودة الفيروس بقوة بعد انتهاء الجائحة، أصبح تأثيره أشد على المواطنين.

خبراء المناعة: «لا فيروس جديد».. والأنفلونزا هذا العام أشد فعلًا

بدوره، أكد الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن الوقت الحالي من كل عام يشهد انتشار الأمراض التنفسية، لكن هذا لا يعني ظهور فيروس جديد كما يظن البعض. 
وأوضح خلال مداخلة تليفزيونية أن الأنفلونزا هذا العام «أكثر شراسة» مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب ضعف المناعة المجتمعية الناتج عن فترة كورونا.

الأطفال في المدارس: إصابات طبيعية لا تستدعي الذعر

طمأن الحداد أولياء الأمور بشأن ما يتعرض له الأطفال في المدارس، مؤكدًا أن الإصابات المتداولة حالياً هي نفس الفيروسات الموسمية المعتادة، وأن الأعراض رغم شدتها لا تشير إلى أي خطر مستجد أو تحور غير معروف

التحصين قبل الشتاء.. خطوة أساسية يوصي بها الخبراء

دعا الحداد ووزارة الصحة جميع المواطنين للحصول على لقاح الأنفلونزا خلال هذه الفترة، باعتباره وسيلة فعّالة لتقليل قوة الفيروس والحد من المضاعفات، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة، وكبار السن، وطلاب المدارس باعتبارهم أكثر عرضة للاختلاط اليومي.

كيف نقوّي المناعة؟ نصائح أساسية قبل دخول الشتاء

المناعة ليست دواءً.. بل أسلوب حياة كامل

أوضح خبراء المناعة أن تراجع مناعة الكثيرين هو السبب الأول وراء قوة الأعراض هذا العام. وبيّنوا أن جهاز المناعة يحتاج إلى منظومة متكاملة تشمل:

1. التطعيمات الأساسية

اللقاحات، وعلى رأسها لقاح الأنفلونزا الموسمية، تُعد أول خطوط الدفاع ضد الأمراض التنفسية.

2. نظام غذائي صحي

الإكثار من الخضروات والفاكهة الطازجة.

الابتعاد عن الوجبات السريعة.

تقليل الدهون والسكريات.

3. ممارسة الرياضة بانتظام

النشاط البدني يحفّز المناعة ويعزّز قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات.

4. النوم الجيد

النوم الصحي لساعات كافية هو عنصر رئيسي لتقوية المناعة.

5. تجنب التوتر والانفعال

العوامل النفسية تُضعف المناعة بشكل مباشر، ما يزيد فرص الإصابة.

6. الإقلاع عن التدخين

التدخين يضر الرئتين ويزيد فرص الإصابة بالأمراض التنفسية وتفاقم أعراضها.

تم نسخ الرابط