رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأزهر الشريف يكشف حكمة الابتلاء وأجر الصابرين بلا حساب

الصبر
الصبر

قدّم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية توضيحًا شاملًا حول حكمة الله في ابتلاء عباده، مؤكدًا أن ما يمر به الإنسان من اختبارات الحياة ليس ضيقًا ولا عبثًا، بل يحمل في طياته مقاصد إلهية سامية تهدف إلى تهذيب النفس، وتعميق الصلة بالله، وتحقيق معاني الصبر والرضا وتثبيت الإيمان في قلب المؤمن.

الابتلاء.. سنة كونية تهدف لتهذيب النفس وتقوية الإيمان

أوضح مركز الأزهر أن البلاء جزء أصيل من سنن الله في الكون، لو استوعب الإنسان حكمته لأدرك أنه طريق إلى القرب من الله، ووسيلة لاختبار صدق الإيمان.

فالابتلاء  كما يبيّن المركز ليس عقوبة بالضرورة، بل قد يكون رحمة، وتربية، ورفعًا للدرجات، وإظهارًا لكمال العبودية.

ويؤكد الأزهر أن على المؤمن أن يبذل كل ما يستطيع من الأسباب في مواجهة ابتلائه، دون أن يتعلق بها، بل يظل قلبه معلقًا بالله وحده، مستحضرًا حكمته ورحمته.

حديث نبوي يضيء الطريق: الأذى مهما صغر تكفير للذنوب

استشهد مركز الأزهر بحديث النبي ﷺ:
«ما من مسلم يُصيبه أذًى، شوكة فما فوقها، إلا كفَّر الله بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها»، وهو حديث عظيم يرسّخ المعنى الإيماني بأن كل ألم، مهما بدا بسيطًا، يحمل معه تكفيرًا للذنوب، وتطهيرًا للنفس، ورفعًا للدرجات.

ويشير المركز إلى أن هذا الفهم يجعل المبتلى أكثر طمأنينة، وأكثر وعيًا بأن الألم لا يذهب هدرًا، بل هو في ميزان الله باب أجر ورحمة.

كيف يتعامل المؤمن مع البلاء؟.. رؤية الأزهر للفتوى

يحدد بيان مركز الأزهر أربعة مبادئ أساسية في تعامل المؤمن مع الابتلاء:

1. النظر في حكمة الله والرضا بمراده

على المبتلى أن يستشعر الحكمة الإلهية، وأن يدرك أن ما قدّره الله له ليس ضيقًا بلا غاية، بل رحمة مخفية، وسببًا لرفعة درجته.

2. التوكل مع اتخاذ الأسباب

يحث الأزهر على بذل الجهد الممكن، لكن دون التعلق بالأسباب، لأن النتيجة بيد الله وحده.

3. الصبر واليقين في تدبير الله

الصبر ـ كما يوضح المركز ـ عبادة قلبية عظيمة، تعكس عمق اليقين بالله، وبحكمته في تدبير أحوال عباده.

4. الشكر بعد رفع البلاء

فكما يُبتلى المؤمن ليُختبر صبره، فإنه بعد زوال البلاء مدعوٌّ إلى الشكر، اعترافًا بفضل الله وجود نعمته.

فضل الصبر على الابتلاء

يستفيض المركز في الحديث عن فضل الصبر، موضحًا أن نصوص القرآن والسنة أكدت مكانته ورفعت شأن أهله في الدنيا والآخرة:

١. أجر غير محدود للصابرين

يقول الله تعالى:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
وهو وعدٌ إلهي عظيم، يدل على أن أجر الصابرين غير مقدّر بميزان ولا رقم، بل فوق ما يتصوره العقل، وهو ما يكفي وحده لبيان رفعة هذه العبادة.

كما أن الله وصف الصابرين بالمتقين، وأنهم في معيته ورعايته ونصره.

٢. الصبر أساس النجاح في الدنيا وشرط للفوز بالآخرة

الصبر  كما يؤكد الأزهر  هو عماد النجاح ومفتاح الصعود في معترك الحياة؛ إذ لا يُنال أي هدف دون صبر.

وإذا كان النجاح الدنيوي يحتاج صبرًا، فمن باب أولى أن يكون الفوز بالجنة متطلبًا لصبر أعظم.

ويذكّر المركز بأن الرسول ﷺ نفسه لم يجد الراحة في سبيل الدعوة، بل عاش مشقات عظيمة حتى وصفه الله بأنه ذو خُلُقٍ عظيم.

٣. الصبر يمحو الذنوب ويرفع الدرجات

يصنع الصبر أثرًا بالغًا في حياة المؤمن، فهو يمحو الخطايا، ويكفّر السيئات، ويقود إلى الجنة، كما ورد في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ... أولئك لهم عُقبى الدار}
ثم يصف دخولهم الجنة وتحيات الملائكة لهم بقول الله تعالى:
{سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ}

وهي شهادة ربانية بأن الصبر كان طريقهم إلى دار الخلود.

تم نسخ الرابط