رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

كابوس الخطف يتراجع: نيجيريا تحتفل بعودة فتيات كيبي سالمات

خطف جماعي لفتيات
خطف جماعي لفتيات كيبي

شهدت نيجيريا تطوراً مبهجاً بعد إعلان الرئيس بولا تينوبو استعادة جميع الفتيات الأربع والعشرين اللواتي اختطفن من مدرسة في ولاية كيبي الأسبوع الماضي، في حادثة أعادت إلى الواجهة ملف عمليات الخطف الجماعي الذي يعصف بأكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان. 

وجاء الإعلان ليضع نهاية مؤقتة لحالة الخوف والقلق التي خيّمت على أسر الفتيات وعلى الرأي العام النيجيري، وسط تصاعد الهجمات التي تستهدف المدارس والقرى النائية.

إنقاذ كامل لفتيات كيبي يضع حداً لواحدة من أكثر الحوادث قسوة

شهدت قضية فتيات كيبي انفراجة سريعة بعدما أعلن الرئيس تينوبو أن جميع المختطفات الأربع والعشرين باتت في عهدة السلطات بعد عملية إنقاذ لم تُكشف تفاصيلها. 

وأكد الرئيس ارتياحه لكون الفتيات "محدّدات الهوية بالكامل"، مشدداً على ضرورة التحرك العاجل لتعزيز الوجود الأمني في المناطق المعرّضة لعمليات الخطف لمنع تكرار مثل هذه الهجمات.

أشارت المعلومات الرسمية إلى أن عدد المختطفات بلغ 25 فتاة، إلا أن إحداهن تمكنت من الفرار في نفس يوم الحادثة، بينما انتظرت أسر باقي الفتيات أياماً صعبة قبل وصول نبأ تحريرهن.

تصاعد عمليات الخطف يفاقم المخاوف في أنحاء نيجيريا

يبرز هجوم كيبي ضمن سلسلة من عمليات الاختطاف الجماعي التي اجتاحت البلاد مؤخراً، إذ شهدت ولاية النيجر قبل أيام فقط عملية اقتحام لمدرسة سانت ماري، وهي مدرسة كاثوليكية تعرضت لخطف أكثر من 300 طالب وموظف. 

وتمكنت 50 طالبة وطالباً من الهروب خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما ما يزال مصير الآخرين مجهولاً.

تعكس هذه العمليات المتزايدة حجم التدهور الأمني في المناطق الريفية، وسط انتشار عصابات مسلحة تستغل ضعف الدولة وغياب السيطرة في مساحات واسعة من البلاد.

أسر المختطفات تستقبل الخبر بالدموع والدعاء

تلقّت أسر الفتيات المحررات نبأ الإنقاذ بفرح كبير ممزوج بالقلق، مع انتظارهن الحصول على معلومات مؤكدة عن الحالة الصحية لبناتهن.

وعبّر عبدالكريم عبدالله، والد فتاتين مخطوفتين، عن سعادته الغامرة قائلاً إن "الأيام الماضية كانت الأصعب على الأسرة، خاصة على والدتهما"، مؤكداً أنه لا يستطيع الانتظار لرؤيتهما وهما تتمتعان بصحة جيدة.

وأوضحت إدارة المدرسة أن الفتيات ما زلن في عهدة السلطات، وأن عملية نقلهن إلى العاصمة المحلية برنين كيبي جارية لتقييم حالتهن وتقديم الرعاية المناسبة.

هجوم جديد يستهدف كنيسة في كوارا ويزيد التوتر الأمني

شهدت ولاية كوارا حادثة دامية بعد هجوم مسلحين على كنيسة "كرايست أبوستوليك" في بلدة إيروكي، حيث قتل المهاجمون شخصين واختطفوا 38 من المصلين. 

وأكد حاكم الولاية عبد الرحمن عبد الرازق تحرير جميع المختطفين لاحقاً، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

يشير هذا التصعيد إلى أن عمليات الخطف لم تعد تستهدف المدارس فقط، بل طالت دور العبادة والمناطق السكنية، مما يفرض تحديات أمنية أكبر أمام الحكومة.

عصابات قطاع الطرق تتحول إلى قوة تهديد منظّمة

تشير تقارير أمنية إلى أن عصابات قطاع الطرق باتت تعتمد على عمليات الخطف الجماعي كمصدر رئيسي للتمويل، عبر فرض فديات ضخمة على الأسر والسلطات المحلية. 

وتوضح السلطات أن غالبية هذه العصابات تتكون من رعاة ماشية سابقين تحولوا إلى التمرد المسلح بعد صدامات متكررة مع المزارعين بسبب نقص الموارد.

يعزز هذا النمط من الجرائم حالة انعدام الأمن التي تضرب شمال نيجيريا، حيث أصبحت المدارس أهدافاً استراتيجية لهذه العصابات لجذب الاهتمام وإجبار الدولة على التفاوض.

أرقام صادمة تكشف عمق الأزمة الأمنية في البلاد

تظهر الإحصاءات أن أكثر من 1500 طالب تعرضوا للاختطاف في نيجيريا منذ حادثة شيبوك الشهيرة قبل أكثر من عشر سنوات، حيث اختطف مسلحو بوكو حرام مئات الطالبات فيما لا يزال الكثير منهن مفقودات حتى اليوم. 

ويعتبر العديد من المختطفين فريسة لمساومات طويلة تنتهي بدفع فدية، في ظل ندرة الاعتقالات الحقيقية.

تؤكد التقارير أن الهجمات تطال المسلمين والمسيحيين على حد سواء، رغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تحدث فيها عن اضطهاد المسيحيين في نيجيريا.

أزمة مستمرة رغم نجاحات محدودة

يأتي تحرير فتيات كيبي ليقدم جرعة أمل وسط مشهد أمني شديد التعقيد، إلا أن استمرار تصاعد عمليات الخطف يشير إلى تحديات كبيرة تواجه السلطات النيجيرية في بسط الاستقرار. 

ويظل تحقيق الأمان في شمال البلاد مرتبطاً بقدرة الحكومة على مواجهة العصابات المسلحة، وتعزيز حضورها الأمني، وتطوير خطط استجابة سريعة تمنع خطف الأطفال والطلاب الذين يمثلون مستقبل البلاد.

تم نسخ الرابط