كارثة تشعل لبنان«غرق وزارة العمل»: موجة غضب عارمة بسبب عجز الدولة
يفجر مقطع فيديو صادم من غرق وزارة العمل اللبنانية موجة غضب واسعة على مواقع التواصل، بعدما أظهر غرق المكاتب والممرات نتيجة الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد منذ ليل أمس، في مشهد أعاد طرح أسئلة حادة حول جاهزية المؤسسات اللبنانية وقدرتها على مواجهة أبسط الظروف الطبيعية.
وتحوّل غرق وزارة العمل خلال ساعات إلى قضية رأي عام، وسط انتقادات حادة للحكومة والوزارات، وتوضيحات عاجلة صدرت عن مكتب وزير العمل لاحتواء الجدل.
فيديو غرق وزارة العمل يشعل السوشيال ميديا
يظهر الفيديو المنتشر بشكل كبير غرق وزارة العمل في منطقة المشرفية بيروت، حيث احتجز الموظفون والمراجعون داخل المكاتب والممرات بعد ارتفاع منسوب المياه.
وتداول اللبنانيون المشاهد بكثافة، وسط صدمة وسخرية وغضب، معتبرين أن ما حدث يعكس انهيار البنية التحتية وتراكم الإهمال في مؤسسات الدولة.
ويؤكد عدد من المعلقين أن غرق وزارة رسمية مع أول موجة أمطار يُعد مؤشراً خطيراً على تراجع الخدمات الأساسية، فيما طرح آخرون تساؤلات لاذعة: «إذا كانت أول شتوة فعلت هذا، فماذا ينتظرنا في الأيام المقبلة؟».
اتهامات لوزير العمل وانتقادات للحكومة
تتصاعد الانتقادات الموجهة لوزير العمل محمد حيدر، إذ حمله بعض اللبنانيين المسؤولية المباشرة عما جرى داخل مبنى وزارته، مطالبين بإجراء تحقيق سريع في الأسباب التي أدت إلى فيضان المياه. ويعتبر نشطاء أن هذا المشهد يشكل دليلاً إضافياً على فشل الحكومات المتعاقبة في معالجة أبسط مشكلات البنية التحتية.
ويذهب آخرون إلى القول بأن المشهد «فضيحة» تكشف غياب التخطيط والصيانة الدورية، وتعيد التذكير بأن الأزمات في لبنان ليست فقط سياسية واقتصادية، بل «إدارية» أيضاً، مع مؤسسات عاجزة عن مواجهة حدث طبيعي متوقع كأول أمطار الموسم.
وزارة العمل توضح.. والعمل يستأنف
يصدر المكتب الإعلامي لوزير العمل بياناً عاجلاً يوضح فيه أن الأمطار الغزيرة أدت إلى فيضان المياه داخل مبنى الوزارة في منطقة المشرفية، ما تسبب بتعطلٍ جزئي في سير العمل.
ويؤكد المكتب أن فرق الوزارة تدخلت سريعاً لمعالجة الخلل، وأن العمل عاد إلى طبيعته بعد وقت قصير من انتهاء عمليات التنظيف وإزالة المياه.
ويشدد البيان على أن الوزارة ملتزمة باتخاذ «كافة الإجراءات اللازمة» لمنع تكرار ما حدث، مؤكداً السعي لتحسين البنية التقنية والخدماتية داخل المرفق العام، مهما كانت الظروف والتحديات.
منخفض جوي يضرب المنطقة
يتزامن الحادث مع تأثير منخفض جوي يضرب لبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة، مصحوب بعواصف رعدية وأمطار غزيرة بدأت منذ ليل الاثنين.
ويعد هذا المنخفض بداية موسم شتوي يتوقع أن يكون قاسياً على بنية تحتية تعاني أصلاً من ضعف مزمن.
مشهد يعكس أزمات متراكمة
يعيد هذا الفيديو فتح ملف انهيار البنية التحتية اللبنانية، ويضع السلطة أمام تحديات جديدة مع بداية الموسم الشتوي.
ويشير انتشار المقطع على نطاق واسع إلى حالة الغضب الشعبي التي لم تخمد منذ سنوات، في ظل غياب حلول جذرية للأزمات التي تتوالى من دون معالجة حقيقية.

