رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

شيخ الأزهر يستقبل أستاذ الأخلاقيات الألماني لتعزيز الحوار بين الأديان

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، البروفيسور فولكر كاودر، أستاذ الأخلاقيات والسياسة والحريات الدينية بالجامعة اللاهوتية في مدينة غيسن الألمانية، في لقاء أكّد خلاله الطرفان على أهمية تعزيز الحوار بين الأديان كأداة أساسية لترسيخ السلام العالمي ونشر قيم التعايش والاحترام المتبادل بين شعوب الأرض

الأزهر ورسالة الحوار بين الأديان

أكد شيخ الأزهر أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا كبيرًا بالحوار بين الأديان، مشيرًا إلى الانفتاح الدائم على المؤسسات الثقافية والدينية حول العالم وذكر فضيلته سلسلة المبادرات العالمية التي عقدها الأزهر مع كنيس كانتربري، ومجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، والفاتيكان، في إطار تعزيز ثقافة التفاهم والتعاون بين الأديان.

وشدد الإمام الأكبر على أن هذه الجهود تكللت بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع البابا فرانسيس، مؤكدًا أن الوثيقة تمثل رمزًا تاريخيًا للعمل المشترك من أجل الإنسانية، حيث تُكتب بصوت الإنسان قبل أن تُكتب بصوت الأديان وقال فضيلته: “إن وثيقة الأخوة الإنسانية كُتبت بصوت الإنسان قبل أن تُكتب بصوت الأديان، وهي رسالة واضحة بأن السلام يبدأ من تقدير كرامة الإنسان”.

الحروب والصراعات تهدد جهود الحوار الديني

أشار شيخ الأزهر إلى أن استمرار جهود الحوار بين الأديان يواجه تحديات كبرى بفعل الحروب والصراعات الدولية، لا سيما العدوان على غزة الذي أسفر عن سقوط آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، الذين لم يرتكبوا أي جرم سوى تمسكهم بأرضهم ووطنهم.

وأضاف فضيلته: “القرار العالمي وأدوات السلاح أصبحت في أيدي مجموعة من اللاعقلانيين، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على مستقبل البشرية، ويدفع العالم نحو المزيد من الحروب والصراعات. هذه مأساة الإنسان المعاصر، الذي أصبح ضحية حضارة لا تهتم بالقيم الدينية أو الإنسانية، وسيطرة اقتصاد السلاح الذي يحول الإنسان إلى سلعة تُباع وتُشترى”.

تعزيز قيم السلام: مسؤولية مشتركة

أوضح الإمام الأكبر أن تعزيز قيم السلام والتعايش بين الأديان ليس مسؤولية مؤسساتية فقط، بل هو واجب عالمي مشترك، يتطلب تضافر الجهود بين العلماء والمفكرين والزعماء الدينيين والسياسيين لبناء مجتمع عالمي متماسك يقوم على احترام حقوق الإنسان والتعددية الدينية.

وأكد فضيلته أن الأزهر سيواصل دوره الريادي في هذا المجال من خلال إطلاق المبادرات العالمية، وتنظيم المؤتمرات والندوات الفكرية التي تدعو إلى الحوار، وتقديم نموذج حضاري يجمع بين القيم الدينية والإنسانية.

لقاء الطيب وكاودر: خطوة نحو تعزيز التفاهم الدولي

خلال اللقاء، تبادل الطرفان الآراء حول أفضل السبل لتعزيز الحوار بين الأديان في ظل التحديات المعاصرة، مؤكدين أن الحوار لا يقتصر على تبادل الأفكار، بل يتعداه إلى العمل المشترك على مشاريع اجتماعية وثقافية تعكس القيم الإنسانية المشتركة، وتساعد على الحد من الصراعات والتطرف.

وشدد الشيخ الطيب على أهمية توجيه الشباب نحو ثقافة الحوار والاعتدال، مشيرًا إلى أن مستقبل السلام يعتمد على الجيل القادم الذي يجب أن يكون على وعي بأهمية التعايش ونبذ العنف والكراهية.

تم نسخ الرابط