رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

آية عبد الرحمن بين الحجاب والموت على الهواء.. جدل محتدم حول استمرارها في «دولة التلاوة»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في عالم الإعلام المصري الذي يمزج بين التحديات المهنية والاجتماعية والدينية، تبرز الإعلامية آية عبد الرحمن كواحدة من أبرز الوجوه الإعلامية الشابة التي أثبتت نفسها في تقديم البرامج الدينية والثقافية، ولا سيما برنامج «دولة التلاوة» مسيرة آية ليست مجرد رحلة مهنية؛ بل هي قصة صبر وتحدي وإصرار، جمعت بين الطموح الشخصي والمثابرة الأكاديمية، مع مواجهة صعوبات متعددة، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، من بينها ضغوط العمل، مواقف مأساوية على الهواء مباشرة، وتحديات تتعلق بالحجاب في بداياتها المهنية.

ومؤخرًا، واجهت الإعلامية جدلاً واسعًا بعد دعوات استبدالها برجل في تقديم برنامج «دولة التلاوة»، لكن الدعم الرسمي والشعبي أكد كفاءتها وجاذبيتها الثقافية، واعتبارها الوجه الأمثل للبرنامج، وهو ما أبدته د. مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، في منشور على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك».

في تصديها للجدل الذي أثير حول مكانة آية عبد الرحمن في برنامج «دولة التلاوة»، أكدت د. مايا مرسي أن الإعلامية ليست مجرد مقدمة برامج، بل واجهة ثقافية للبرنامج، استطاعت بفضل كفاءتها وخبرتها أن تفرض حضورها المتميز أمام الجمهور. وقالت مرسي في منشورها: «آية عبد الرحمن ليست مجرد مذيعة، بل هي واجهة ثقافية للبرنامج، وقد أثبتت كفاءة استثنائية تجعلها الخيار الأمثل».

ردّت آية عبد الرحمن على دعم وزيرة التضامن الاجتماعي بكلمات امتنان، معتبرة د. مايا مرسي «ابنة البلد الأصيلة» وأن كلماتها تمثل حافزًا للاستمرار في تقديم الأفضل، فيما شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا، إذ اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض لفكرة استبدالها، لكن الخبرة والكفاءة التي أظهرتها الإعلامية كانت المرجح في النهاية لصالح استمرارها.

رحلة مهنية حافلة بالإنجازات والتحديات

بدأت آية عبد الرحمن رحلتها الإعلامية من جريدة الشرق الأوسط، حيث خاضت تجربة التدريب الصحفي، قبل أن تنتقل إلى التلفزيون المصري، حيث عملت في راديو مصر بالتوازي مع البرنامج العام في صوت العرب لم تتوقف عند هذا الحد، بل انتقلت إلى قناة الحدث العراقية، ثم إلى قناة النهار، قبل أن تتخصص في البرامج الدينية، وخصوصًا برنامج «دولة التلاوة»، الذي منحها منصة لإبراز قدراتها الإعلامية والصوتية.

حصلت آية على قاعدة أكاديمية متينة، فهي معيدة في جامعة القاهرة، ومدربة تقديم أخبار، كما حصلت على دبلومة نقد فني من أكاديمية الفنون، وماجستير في الإعلام التربوي بدرجة امتياز، ما مكّنها من الجمع بين الجانب النظري والجانب العملي في الإعلام، ما ساعدها على تطوير أسلوبها المهني بشكل مستمر.

تميزت آية عبد الرحمن بصوتها الواضح وفصاحتها اللغوية، وقدرتها على التواصل مع جمهور متنوع، ما جعلها نموذجًا للإعلامية المؤثرة في البرامج الدينية والثقافية.

مواقف صعبة واجهتها الإعلامية

لم تكن مسيرة آية عبد الرحمن خالية من الصعوبات والتحديات. فقد تعرضت لموقف مأساوي أثناء تسجيل إحدى الورش في مطار القاهرة، عندما توفي أحد الضيوف على الهواء مباشرة، وهو ما كان تجربة صعبة أثرّت فيها نفسيًا ومهنيًا، لكنها تجاوزت الموقف بصبر وإصرار على الاستمرار في تقديم محتوى إعلامي مميز.

كما واجهت الإعلامية تحديات تتعلق بالحجاب في بداياتها، إذ قيل لها إن مذيعة السياسة لا يمكن أن تكون محجبة، وكانت هذه الجملة محبطة للغاية بالنسبة لها، لكنها اختارت الصمود ومواصلة مسيرتها، مؤمنة بأن المثابرة والتطوير الذاتي هما السبيل لتحقيق النجاح.

الابتلاءات الشخصية ودروس الإصرار

تحدثت آية عبد الرحمن عن صعوبات حياتية واجهتها منذ الصغر، إذ لم ترَ والدها إلا لسنة وشهرين بعد ولادتها، وهو ما اعتبرته ابتلاءً بدأ معها منذ نعومة أظافرها. كما واجهت تحديات صحية أثناء الثانوية العامة، حيث خضعت لعملية جراحية عاجلة قبل امتحان اللغة العربية، ومع ذلك أجرت الامتحان وحققت درجات متميزة، رغم الألم والمعاناة النفسية، محققة في النهاية مجموعًا مرتفعًا بلغ 98.5%.

هذه التجارب أكسبتها قوة وإصرارًا على متابعة حلمها الإعلامي، وأظهرت قدرة هائلة على التغلب على الصعاب، وهو ما شكل شخصية الإعلامية المتفردة التي يعرفها الجمهور اليوم.

اكتشاف الموهبة والصقل الإعلامي المبكر

موهبة آية الإعلامية اكتُشفت في المدرسة، عندما لاحظ المعلمون قدرتها على الإعداد والإلقاء في الإذاعة المدرسية ومن هنا بدأت رحلة تطوير نفسها، حيث التحقت بعدة دورات تدريبية مكثفة لتأهيل نفسها للظهور الإعلامي بشكل احترافي، مستهدفة أن تكون مذيعة مؤثرة وصاحبة بصمة في مجال الإعلام.

وتابعت آية رحلتها الأكاديمية في كلية الإعلام التربوي بجامعة القاهرة، حيث واجهت صعوبات تتعلق بانعدام الجانب العملي، لكنها تجاوزت ذلك بالتحاقها بدورات تدريبية إضافية لتطوير مهاراتها في الإعداد والتقديم والتواصل مع الجمهور.

التوازن بين العمل والحياة الشخصية

تجربة الأمومة كانت من أصعب وأمتع التجارب التي مرت بها آية عبد الرحمن، معتبرة أن الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية تمثل تحديًا جديدًا يضيف بعدًا إنسانيًا لشخصيتها الإعلامية. وأضافت أن الأمومة منحتها شعورًا بالاكتمال والسعادة، وأكسبتها قدرة أكبر على التعامل مع ضغوط العمل ومواجهة التحديات بشكل أفضل.

 

تم نسخ الرابط