القلاجي يسطع في دولة التلاوة.. موهبة قرآنية تتجاوز حدود المسابقة
في أمسية روحانية استثنائية من أمسيات برنامج "دولة التلاوة"، برز اسم جديد من بين المواهب القرآنية الشابة، ليشعل اهتمام الجمهور ويعيد التأكيد على أن مصر ما تزال منجمًا لا ينضب لقرّاء القرآن الكريم فقد قدّم المتسابق محمد القلاجي أداءً لافتًا جذب الأنظار، وأعاد للذاكرة أصوات القرّاء العظام الذين شكّلوا عبر عقود طويلة مدرسة ممتدة في فنون التلاوة والمقامات الصوتية هذا الظهور المميز لم يكن مجرد مرور تقليدي أمام لجنة التحكيم، بل كان لحظة فارقة دفعت أعضاء اللجنة إلى الإعلان عن تبنّي المتسابق علميًا، وتقديم دعم مباشر له، في مشهد يفتح الباب أمام أسئلة مهمة حول مستقبل صناعة القرّاء في مصر، والدور الذي يلعبه البرنامج في صناعة جيل جديد من أصحاب الأصوات القرآنية المتمكّنة.
شهدت الحلقة الثالثة من برنامج "دولة التلاوة" حالة استثنائية من التفاعل الجماهيري، بعد أن اعتلى المتسابق محمد القلاجي منصة التلاوة، ليقدّم أداءً اتسم بالخشوع والدقة والتناغم بين الصوت والمعنى الجمهور، الذي يتابع البرنامج بشغف منذ انطلاقه، أبدى إعجابه الفوري بالأداء، وعبّر كثيرون على منصات التواصل عن دهشتهم من قوة صوت المتسابق وعمقه وامتلاكه لآليات التلاوة المحكمة.
لم يكن هذا الإعجاب مجرد انطباع عابر، بل ظهر واضحًا من خلال التصفيق المتكرر والتفاعل الحي في الاستوديو، حيث بدت الأمسية وكأنها محفل تلاوة، لا مجرد مسابقة تلفزيونية وقد أعاد الجمهور التذكير بدور مصر التاريخي في تقديم قرّاء تجاوزت أصواتهم حدود الجغرافيا، من أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي.
تحكيم علمي صارم يفتح أبواب المستقبل أمام الموهبة الصاعدة
إشادة الشيخ حسن عبدالنبي: نحن أمام مشروع قارئ كبير
في لحظة حاسمة داخل الحلقة، قدّم الشيخ حسن عبدالنبي، وكيل إدارة شؤون مراجعة المصحف الشريف، واحدة من أهم شهادات التزكية التي يحصل عليها المتسابقون في هذه المسابقة. فقد أثنى على جودة صوت القلاجي وتمكّنه من مخارج الحروف، مشيرًا إلى أن ما قدّمه المتسابق يعكس استعدادًا حقيقيًا للدخول في عالم التلاوة الاحترافية.
وأكد عبدالنبي أن القلاجي لا يملك مجرد صوت جميل، بل يمتلك "روح التلاوة"، وهي الصفة التي لا تتوافر إلا لدى المواهب الفطرية التي أحسنت التدريب وامتلكت حسًا فنيًا عاليًا.
إعلان تبنّي المتسابق علميًا: خطوة غير مسبوقة
في خطوة اعتبرها كثيرون سابقة في تاريخ البرنامج، أعلن الشيخ حسن عبدالنبي تبنّيه رسميًا للمتسابق، مؤكدًا أنه سيُشرف بنفسه على دراسته في الأزهر الشريف ضمن علوم القرآن.
هذا الإعلان لم يكن مجرد مباركة، بل جاء بصيغة التزام واضح، ما يعكس إيمان اللجنة بأن القلاجي قد يكون أحد سكان دولة التلاوة في المستقبل القريب، وربما من الأصوات التي ستعيد للمدرسة المصرية مجدها في مجال القراءات.
اللجنة تُجمع: صوت استثنائي قادر على المنافسة في المقامات والتجويد
الشيخ أشرف سيف: "موهبة مكتملة العناصر تحتاج فقط إلى صقل علمي"
أعضاء لجنة التحكيم الآخرون لم يترددوا بدورهم في تقديم إشادات واسعة فقد وصف الشيخ أشرف سيف صوت المتسابق بأنه صوت "قرآني خالص" يمتلك خامة مميزة قادرة على أداء المقامات الصوتية بكفاءة، وهو ما يُعد من أصعب المهارات التي يتطلبها الأداء القرآني.
وأشار سيف إلى أن القلاجي يتمتع بقدرة عالية على الانتقال بين المقامات دون اضطراب في الإيقاع أو ضعف في النفس، وهو مؤشر على موهبة صوتية فطرية يمكن تطويرها لتكون من الأصوات الرائدة في المجال.
ورغم الإشادات الواسعة، قدمت اللجنة عددًا من الملاحظات الفنية الدقيقة المرتبطة بقواعد التجويد، خصوصًا فيما يتعلق بأحكام النون الساكنة والمدود وبعض الانتقالات الصوتية الدقيقة وقد شددت اللجنة على أن هذه الملاحظات لا تنتقص من قيمة الأداء، بل تُعد أساسًا ضروريًا لصقل الموهبة ودفعها نحو الاحتراف الحقيقي.
"دولة التلاوة".. مشروع وطني لإحياء مدرسة التلاوة المصرية
برنامج يتجاوز حدود المنافسة إلى صناعة أجيال جديدة
منذ انطلاقه، وضع برنامج "دولة التلاوة" هدفًا واضحًا: إعادة بناء مدرسة مصر في التلاوة عبر اكتشاف مواهب جديدة، وتقديم رعاية علمية وفنية تُعيد للمشهد القرآني المصري مكانته التاريخية.
البرنامج، الذي يُعد الأكبر من نوعه على المستوى العربي، يجمع بين المسابقة العلمية، والتدريب الصوتي، والرعاية المؤسسية، وهو ما جعله منصة جاذبة لأصحاب المواهب من جميع المحافظات.
جوائز نوعية: تسجيل المصحف الشريف للفائزين
ما يميّز البرنامج عن غيره، هو أنه لا يكتفي بتقديم جوائز مالية كبيرة للفائزين، بل يتيح لهم تسجيل المصحف الشريف كاملًا، ما يمثل نقلة كبرى لأي قارئ ناشئ، ويفتح له باب الانتشار الإقليمي والدولي.
لجنة تحكيم من كبار العلماء والمقرئين
يضم البرنامج لجنة تحكيم تتكون من نخبة من كبار القراء والعلماء، يجمعون بين الخبرة الدينية والتقليد المصري الأصيل في التلاوة، إلى جانب اطلاعهم على أحدث مدارس الأداء القرآني المعاصر.
تأثير القلاجي على مسار البرنامج: هل يصبح "ظاهرة" جديدة؟
مع انتشار مقاطع تلاوة القلاجي على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث الحلقة، بدأ كثير من المتابعين يتوقعون أن يكون هذا المتسابق من بين أبرز المنافسين على المراكز الأولى، وأن يتحول إلى "ظاهرة صوتية" جديدة تُضاف إلى مكتبة الأصوات المصرية المتجددة.
عدة مؤشرات تدعم هذا الاحتمال:
امتلاكه خامة صوتية قوية ذات طابع شرقي أصيل.
قدرة بارزة على التحكم في أحكام التجويد الأساسية.
سرعة ملحوظة في التطور بين مرحلة وأخرى.
حصوله على رعاية رسمية من أحد كبار المتخصصين.
كل هذه العناصر تجعل القلاجي من الأسماء المرشحة بقوة للذهاب بعيدًا في المسابقة.