رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

السيدة الأولى تدعم دولة التلاوة وتعيد الاعتبار لصوت القارئ المصري

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

جاءت إشادة السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، ببرنامج «دولة التلاوة» لتشكّل نقطة تحول لافتة في مسار إحياء فنون الأداء القرآني، وتعيد للأذهان تاريخ مدرسة مصر الذهبية في التلاوة منذ عهد الرواد الكبار كلمات السيدة الأولى لم تكن مجاملة بروتوكولية، بل رسالة رسمية تؤكد أن صوت القارئ المصري جزء من قوة الدولة الناعمة، وأن الاستثمار في المواهب القرآنية هو استثمار في الثقافة والوجدان والريادة الدينية.

هذه الإشادة فتحت الباب لأسئلة أوسع: لماذا «دولة التلاوة» تحديدًا؟ وما الذي تغيّر حتى يلقى المشروع هذا الحضور الرسمي والشعبي؟ وكيف استطاع خلال وقت قصير أن يتحول إلى منصة وطنية تعيد بريق المدرسة المصرية في الأداء القرآني؟

دلالات الإشادة الرئاسية: اعتراف بهوية ثقافية وروحية ممتدة

تعكس كلمات السيدة الأولى مجموعة من الدلالات التي تتجاوز الطابع الاحتفائي إلى أبعاد ثقافية ودينية أعمق:

1. إعادة الاعتبار لمدرسة التلاوة المصرية

لطالما كانت مصر موطنًا لعمالقة التلاوة الذين تعلم منهم العالم: الشيخ مصطفى إسماعيل، والحصري، والمنشاوي، وعبدالباسط عبدالصمد، والطبلاوي وغيرهم. الإشادة الرئاسية جاءت لتؤكد أن هذا الإرث جزء من الهوية الوطنية، وأن الحفاظ عليه مسؤولية مؤسسية.

2. دعم رسمي للمواهب الشابة

عشرات الأطفال والشباب يملكون أصواتًا فريدة، لكن غياب المنصات الجادة كان يعيق ظهورهم. كلمات السيدة انتصار حملت إشارة إلى أن الدولة تقف خلف هؤلاء، وتمنحهم مظلة دعم معنوي ومؤسسي.

3. تعزيز الخطاب الديني المعتدل

برنامج «دولة التلاوة» يقدّم نموذجًا دينيًا رصينًا، يعيد ربط الأجيال بالقرآن الكريم بعيدًا عن ضوضاء المحتوى السريع والمبتور وقد شكّل ذلك جزءًا من رؤية الدولة في دعم خطاب ديني واعٍ ومتوازن.

«دولة التلاوة».. مشروع وطني

أصبح البرنامج أكثر من مسابقة؛ إنه منصة لإعداد قارئ متكامل يجمع بين الصوت والعلم والأداء. ويقوم المشروع على عدة ركائز:

1. اكتشاف المواهب في المحافظات والقرى والنجوع

لجان متخصصة تجوب المناطق المختلفة بحثًا عن الطاقات الشابة التي لم تنل فرصتها بعد، في خطوة تعيد توزيع الفرص بعيدًا عن المركزية.

2. تدريب علمي على أحكام التجويد والمقامات الصوتية

البرنامج لا يكتفي بإبراز الموهبة، بل يصنع قارئًا واعيًا بعلوم التلاوة، يجيد الأداء المقامي، ويحافظ على المدرسة المصرية العريقة.

3. إحياء التراث الذهبي للتلاوة المصرية

يستدعي البرنامج إرث الرواد، ليس بنسخ أصواتهم، بل بتعليم الجيل الجديد قواعد الإتقان والروح والأداء التي تميّزت بها المدرسة المصرية.

4. منصة إعلامية رسمية للظهور الواسع

البث الرقمي والتلفزيوني أعاد صوت القارئ المصري إلى الواجهة، وأتاح للجمهور أن يسمع أصواتًا جديدة تتقدم بثقة نحو مشهد التلاوة.

5. صناعة القارئ القدوة

البرنامج يؤسس لمفهوم جديد: القارئ ليس مجرد صوت، بل شخصية ووعي وثقافة دينية. ومن هنا جاء الاهتمام بالتكوين العلمي والسلوكي.

لماذا كان المشروع ضرورة وطنية؟

شهدت السنوات الأخيرة انحسارًا في حضور التلاوة التقليدية أمام موجات المحتوى السريع على الإنترنت، ما أدى إلى تراجع الاهتمام بالأداء القرآني كفن ورسالة وهنا جاءت رؤية «دولة التلاوة» لتعويض هذا الفراغ عبر:

1. إنتاج محتوى جاذب للأجيال الجديدة

تسجيلات عالية الجودة، بث مرئي، ومواد قصيرة وطويلة تناسب مختلف الفئات.

2. منح فرص متكافئة للمواهب الريفية

لطالما أفرزت القرى المصرية أصواتًا ذهبية، والبرنامج يعيد اكتشاف هذا الكنز الإنساني.

3. دعم الروحانية في حياة الشباب

في عالم يزداد ضجيجًا وسرعة، يعيد البرنامج التوازن الروحي ويقرب الشباب من القرآن.

4. بناء قوة ناعمة جديدة للدولة

التلاوة المصرية لطالما كانت جسرًا للتواصل الثقافي مع العالم الإسلامي، وإحياؤها يعزز الدور الديني لمصر.

لم تستغرق الإشادة وقتًا طويلًا حتى تحولت إلى موجة تفاعل واسعة:

1. مواطنون: «عاد المجد إلى مدرسة القراء»

تعليقات كثيرة أكدت أن المشروع يعيد للأذهان زمن الرواد، ويعيد الثقة في قدرة مصر على مواصلة صناعة القرّاء.

2. أسر الموهوبين: «الإشادة دفعة للاستمرار»

رأت الأسر أن كلمات السيدة الأولى منحت أبناءهم تقديرًا رسميًا يشجعهم على مواصلة التدريب.

3. خبراء المقامات: «مدرسة علمية جديدة تتشكل»

متخصصون في الصوتيات والمقامات اعتبروا البرنامج نقلة نوعية في التنظيم والتكوين الفني.

4. وعّاظ وأئمة: «دعم لدور المسجد»

البرنامج يعيد للقارئ مكانته ويعيد للمنبر رسالته الروحية والثقافية

منذ إطلاق «دولة التلاوة» عملت الوزارة على جعله مشروعًا مستدامًا من خلال:

1. لجان تقييم تجمع بين علم التجويد وفن المقامات

هيكلة احترافية لضمان اختيار أصوات مميزة وفق معايير موضوعية.

2. بث إعلامي مدروس يصل إلى ملايين المشاهدين

استخدام الإعلام الرقمي والتلفزيوني لنقل صوت القارئ المصري إلى جمهور واسع.

3. تدريب مستمر حتى بعد انتهاء المسابقة

لا يتوقف البرنامج عند إعلان الفائزين، بل يواصل تطوير مهاراتهم.

4. خطة لتحويل المبادرة إلى أكاديمية دولية

المستهدف إنشاء مؤسسة مستدامة تخرّج قرّاء قادرين على تمثيل مصر في الداخل والخارج.

تأثير الإشادة الرئاسية على مستقبل البرنامج

من المتوقع أن تُحدث كلمات السيدة انتصار السيسي دفعة قوية للبرنامج، قد تتمثل في:

1. زيادة الإقبال على المشاركة محليًا

الأطفال والشباب سيشعرون بأن المشاركة جزء من مشروع قومي يحظى بتقدير الدولة.

2. توسع في الشراكات الإعلامية والثقافية

فرص أكبر للظهور الإعلامي، وتعاون محتمل مع مؤسسات تعليمية ودينية.

3. فتح آفاق للتعاون الدولي.

تم نسخ الرابط