بعد أن كانت لغزًا طبيًا.. لدغة قراد تكشف متلازمة ألفا-غال القاتلة
تصدرت متلازمة ألفا-غال عناوين الصحف الأجنبية مؤخرًا بعد تسجيل أول حالة وفاة ناتجة عنها في الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة رجل أمريكي يبلغ من العمر 47 عامًا من ولاية نيوجيرسي.
ويعتبر ألفا-غال جزيئًا سكريًا يُنتَج طبيعيًا في أجسام معظم الثدييات، لكنه غائب عن جسم الإنسان، ويمكن أن ينتقل إلى الدم عبر لدغات بعض أنواع القراد، خصوصًا قراد النجمة الوحيدة.
وفي بعض الأشخاص، يتعرف الجهاز المناعي على الجزيء باعتباره تهديدًا، ما يؤدي لاحقًا إلى رد فعل تحسسي عند تناول اللحوم الحمراء أو منتجات الثدييات الأخرى مثل الحليب والجيلاتين.
وأوضح الدكتور شيرين فورتادو، استشاري أول الأمراض الجلدية الطبية أن أعراض متلازمة ألفا-غال غالبًا ما تتأخر لساعات بعد تناول الطعام، وتشمل الشرى، التورم، آلام المعدة، الغثيان، انخفاض ضغط الدم، صعوبة التنفس، وقد تصل إلى الحساسية المفرطة المهددة للحياة.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى سبتمبر 2024، حين انهار الرجل، الذي كان طيارًا، بعد تناول همبرغر في حفل شواء. رغم محاولات إنقاذه من قبل أسرته والمسعفين، أُعلن وفاته بعد نقله إلى المستشفى.
وأظهرت الفحوصات الطبية في البداية أنه لا يعاني من نوبة قلبية أو أي أمراض أخرى تهدد الحياة، ما جعل الحادث لغزًا طبيًا.
بعد تحقيقات استمرت عدة أشهر، أكد باحثون من كلية الطب بجامعة فرجينيا أن سبب الوفاة يعود إلى متلازمة ألفا-غال، وقد نُشرت النتائج في مجلة الحساسية والمناعة السريرية.
وأكد الباحثون ضرورة توثيق هذه الحالة، نظرًا لأن العديد من الأطباء الأمريكيين لا يدركون بعد خطورة هذه المتلازمة النادرة.
الوقاية والتشخيص
ينصح الخبراء بتجنب تناول اللحوم الحمراء مثل لحم البقر، ولحم الضأن، وكذلك منتجات الألبان إذا كان الشخص حساسًا لها، مع الالتزام بتجنب لدغات القراد، وارتداء ملابس واقية، واستخدام مبيدات الحشرات عند التنزه في المناطق الموبوءة بالقراد.
ويشمل التشخيص فحوصات دم دقيقة لتحديد الحساسية ومتابعات دورية مع أخصائي الحساسية.
يُذكر أن هذه الحالة تسلط الضوء على خطر الحساسية الناجمة عن لدغات القراد، وأهمية توعية الجمهور والأطباء على حد سواء بالكشف المبكر والوقاية من هذه المتلازمة النادرة ولكنها خطيرة.



