واشنطن تضغط لحسم ملف مقاتلي حماس تمهيداً لترحيل قيادات الحركة من غزة
يشهد ملف مقاتلي حماس المحاصرين في رفح تطورات متسارعة، مع دخول واشنطن بثقلها لدفع العملية نحو تسوية تفتح الباب أمام تنفيذ خطة ترحيل قيادات الحركة من قطاع غزة.
وتتحرك الإدارة الأميركية في مسار حساس يرتبط مباشرة بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة، بينما تواصل إسرائيل وضع شروط صارمة تمنع أي تقدم دون تسليم كامل للسلاح وإعلان الاستسلام العلني.
واشنطن تكثف جهودها لحسم مصير المسلحين
تكشف مصادر إسرائيلية أن واشنطن تبدي رغبة واضحة في إنهاء ملف مقاتلي حماس المحاصرين جنوب القطاع باعتباره خطوة ضرورية قبل الشروع في ترتيبات ترحيل قيادات الحركة.
وتؤكد هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الإدارة الأميركية ترى في هذا الملف عقدة أساسية تعرقل الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
تشير المعلومات إلى أن الجهود الأميركية تتركز حالياً حول إيجاد صيغة مقبولة تسمح بإخراج المقاتلين وفق ترتيبات أمنية واضحة، إلا أن هذه المساعي لم تحقق حتى الآن أي اختراق ملموس، بحسب ما ذكرته الهيئة.
الملف الأمني يواجه جموداً في رفح
تظهر المعطيات الميدانية استمرار جمود الوضع في رفح، حيث لا تقدم يذكر في قضية المسلحين المحاصرين داخل الأنفاق.
وتؤكد المصادر وجود نحو مئة مقاتل ما زالوا داخل شبكة أنفاق تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، التي تصر على عدم السماح لهم بالخروج إلا بعد استسلام كامل وتجريدهم من أسلحتهم.
تتمسك تل أبيب بهذا الشرط باعتباره ضمانة لمنع إعادة تمركز عناصر الحركة، وترى أن أي خروج دون نزع سلاحهم يشكل التفافاً على هدفها المركزي المتمثل في إنهاء القدرات العسكرية لحماس.
موقف نتنياهو يشتد وتأكيد على نزع السلاح بالكامل
يتشدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقفه، إذ يؤكد خلال جلسة الحكومة اليوم أن نزع سلاح غزة حقيقة قادمة "بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة".
ويشير إلى أن حكومته لا تحتاج إلى "تعزيزات أو تغريدات أو محاضرات في هذا الشأن، في رسالة تعكس رفضه لأي ضغوط خارجية قد تؤثر على وتيرة العمليات أو شروطها.
قوة متعددة الجنسيات تدخل على خط الملف
يبرز الموقف الإسرائيلي أيضاً في تصريحات وزير الدفاع يوآف كاتس الذي يكشف عن خطة تقودها الولايات المتحدة لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تتولى مهمة نزع السلاح ونزع الطابع العسكري عن حماس في غزة القديمة، أي المناطق التي ما زالت الحركة تحتفظ فيها بوجود فعلي.
تأتي هذه الخطة ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تغيير البيئة الأمنية داخل القطاع بما يضمن منع عودة أي تشكيلات مسلحة.
حماس ترفض شروط الاستسلام وتتهم تل أبيب بالمماطلة
ترى الحركة أن إسرائيل تستخدم ملف المسلحين ذريعة لتعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتصر حماس على إخراج المقاتلين من الأنفاق إلى مناطق خارج السيطرة الإسرائيلية، معتبرة أن الاستسلام الكامل غير مطروح بالنسبة إليها.
يبقى هذا التباين الحاد بين الطرفين هو العقبة الأساسية التي تعرقل الجهود الأميركية، فيما يترقب الوسط الدولي ما إذا كانت واشنطن ستنجح في كسر هذا الجمود وفتح الطريق نحو تسوية أشمل تُنهي وجود القيادات العسكرية للحركة داخل غزة.

