رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

عملية تجسس تهز إسرائيل.. الشاباك يعلن إسقاط جاسوس نقل أسراراً عسكرية لإيران

الشاباك تحت الاستخبارات
الشاباك تحت الاستخبارات الإيرانية

عملية أمنية دقيقة كشفت واحدة من أخطر محاولات التجسس داخل إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، بعدما أعلن جهاز الأمن العام "الشاباك" وشرطة إسرائيل عن اعتقال شاب إسرائيلي تورّط في تزويد الاستخبارات الإيرانية بصور ومعلومات شديدة الحساسية، مستعيناً بشريكته التي تخدم في الاحتياط داخل قاعدة تابعة لسلاح الجو. 

تفاصيل التحقيق أظهرت شبكة من الاتصالات السرية، والمهام الميدانية، والمحاولات لاختراق مواقع عسكرية حساسة، ما أعاد تسليط الضوء على حدة الصراع الاستخباراتي المتصاعد بين تل أبيب وطهران.

عملية سرية تكشف جاسوساً إسرائيلياً يعمل لصالح إيران

أعلنت شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام "الشاباك" في بيان مشترك عن نجاح وحدة التحقيق المركزية في لواء الساحل "اليمار" في إلقاء القبض على شمعون أزرزر، البالغ من العمر 27 عاماً، وشريكته، بعد الاشتباه بتورطهما في ارتكاب مخالفات أمنية خطيرة مرتبطة بالتواصل مع عناصر استخبارات إيرانية وتنفيذ تعليمات مباشرة منهم.

عملية الاعتقال جاءت بعد أشهر من الرصد والمتابعة السرية، وخصوصاً أن أزرزر وشريكته من سكان كريات يام، ما سهّل عليهما بحسب التحقيق محاولة جمع المعلومات من محيط وحدات عسكرية قريبة، واستغلال علاقات شخصية للوصول إلى معطيات حساسة.

اتصالات مباشرة مع الاستخبارات الإيرانية لأكثر من عام

كشفت تحقيقات الشاباك أن أزرزر كان على اتصال مستمر ومباشر مع عناصر تابعة للاستخبارات الإيرانية لمدة تجاوزت عاماً كاملاً، حيث نفذ سلسلة مهام قُدمت له عبر قنوات تواصل مغلقة. 

تلك المهام شملت تصوير مواقع أمنية ومبانٍ حساسة داخل إسرائيل، إضافة إلى محاولة جمع معلومات حيوية عن قواعد تابعة للجيش الإسرائيلي.

أزرزر، وفق البيان، حاول إثبات جدارته لمشغليه الإيرانيين عبر عرض خدمات إضافية، من بينها توفير معلومات من داخل قواعد عسكرية، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية لتكثيف مراقبته خشية انتقاله لمراحل أكثر خطورة من الاختراق الأمني.

شريكته في الاحتياط كانت بوابة الوصول إلى قواعد سلاح الجو

أظهرت التحقيقات أن شريكته التي تخدم في الاحتياط داخل قاعدة تابعة لسلاح الجو شكلت مصدراً مهماً حاول من خلاله الحصول على تفاصيل إضافية حول الجيش وقواعد سلاح الجو ومواقع عسكرية أخرى. 

المعطيات أوضحت أن أزرزر استغل العلاقة الشخصية للوصول إلى معلومات لا يملك إمكانية الوصول إليها بمفرده.

كما بينت التحقيقات أن الجاسوس الموقوف عرض على مشغليه الإيرانيين تزويدهم بمعلومات من داخل قاعدة عسكرية، ما أثار إنذاراً لدى الأجهزة الأمنية التي سارعت لتطويق نشاطه وإغلاق القناة قبل تسرب معلومات قد تُعدّ شديدة الحساسية في ميزان الأمن الإسرائيلي.

مبالغ مالية مقابل المعلومات عبر وسائل دفع رقمية

نتائج التحقيق أشارت إلى أن أزرزر تلقى مقابلاً مادياً لقاء ما قدمه من صور ومعلومات، حيث حصل على مبالغ مالية تم تحويلها عبر وسائل دفع رقمية بهدف التمويه وإخفاء أثر التحويلات. الأسلوب عكس درجة الاحتراف لدى شبكة التشغيل الإيرانية، التي تعتمد بشكل متزايد على أدوات مالية غير تقليدية لتجنيد العملاء وتمويلهم.

ومع اكتمال ملف القضية، قدمت النيابة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد أزرزر أمام المحكمة المركزية في حيفا، متضمنة الاتهامات المرتبطة بالتجسس والتواصل مع جهات معادية ونقل معلومات من شأنها الإضرار بأمن الدولة.

ساحة صراع استخباراتي مفتوح بين إسرائيل وإيران

تشير هذه الحادثة إلى اشتداد الصراع السري بين طهران وتل أبيب، باعتبار أن ملف التجسس بين الجانبين يُعد من الأكثر نشاطاً في الشرق الأوسط. 

سنوات طويلة شهدت مواجهات صامتة تضمنت عمليات تجنيد، محاولات اختراق إلكتروني، تصوير مواقع حساسة، وتخطيط لاستهداف بنى تحتية عسكرية وأمنية.

أجهزة الأمن الإسرائيلية سواء الشاباك أو الموساد أعلنت مراراً عن إحباط خلايا مرتبطة بإيران تعمل داخل إسرائيل أو عبر وسطاء في الخارج، وتركز على اختراق مواقع عسكرية ومراكز بحثية وبرامج تكنولوجية حساسة.

وفي المقابل، تواصل طهران اتهام إسرائيل بالوقوف وراء عمليات تخريب داخل أراضيها، بما في ذلك اغتيالات طالت شخصيات بارزة في المجال النووي، وتفجيرات وعمليات تسلل إلكتروني استهدفت منشآت حساسة. 

الصراع بين الطرفين اتسع بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة التي عززت المواجهة المفتوحة بين الطرفين.

قضية أزرزر تعكس استمرار الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران، حيث يسعى كل طرف لاختراق الآخر عبر تجنيد عملاء واستخدام التكنولوجيا وشن عمليات سرية معقدة. 

اعتقال هذا الجاسوس يشكل فصلاً جديداً في سلسلة طويلة من المواجهات الاستخباراتية، ويشير إلى أن ساحة الصراع ما تزال مفتوحة، وأن الحرب بين الأجهزة الأمنية ستستمر في إنتاج مفاجآت خلال المرحلة القادمة بين طهران وتل أبيب.

تم نسخ الرابط