اقتصادي: المتحف المصري الكبير سيعزز موارد الدولة وينشط البنوك وسوق الإنتربنك

قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي إن افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد حدث أثري ضخم أو إنجاز حضاري فقط، بل تحول منذ اللحظة الأولى إلى منصة اقتصادية نشطة أحدثت تغييرًا في حركة النقد الأجنبي داخل القطاع المصرفي المصري.

وأوضح الشافعي لموقع "تفصيلة"، أن المؤشرات الأولية لتدفقات السياحة المرتبطة بـ المتحف المصري الكبير تؤكد أننا أمام مصدر دولاري متجدد يمكن أن ينعكس بصورة مباشرة على سعر الصرف وحجم السيولة الدولارية خلال الأشهر المقبلة.

المتحف المصري الكبير ساهم في الدخول المباشر للدولار

وأضاف الشافعي، أن الأيام الأولى لافتتاح المتحف المصري الكبير شهدت توافدًا استثنائيًا، حيث تخطى عدد الزوار حاجز 100 ألف زائر خلال أقل من أسبوع، بينما تشير التوقعات رسمية إلى إمكانية استقبال 5 ملايين زائر خلال عامين.

وأكد أن هذه الأرقام تعني دخولًا واضحًا ومباشرًا للدولار عبر البنوك المصرية، نظرًا لأن قرابة نصف الزوار من الأجانب، إضافة إلى ارتفاع متوسط إنفاق السائح الذي يتراوح بين 100 و150 دولارًا يوميًا.

تحسن في المراكز المالية الدولارية للبنوك

وأوضح الخبير الاقتصادي أن البنوك المصرية بدأت بالفعل في رصد زيادة ملموسة في تحويلات العملات الأجنبية، سواء عبر ماكينات الصراف الآلي، أو مكاتب الصرافة، أو الفروع القريبة من المناطق السياحية والمتحف المصري الكبير.

وأشار إلى أن هذه التدفقات السريعة أدت إلى تحسن في المراكز المالية الدولارية للبنوك، وزيادة في حجم السيولة المتاحة داخل القطاع، بما يعزز من قدرته على تلبية طلبات العملاء وعمليات الاستيراد.

تراجع الفجوة الدولارية

وأكد الخبير الاقتصادي، أن التأثير العميق لهذه التدفقات سيظهر بشكل أوضح خلال الستة أشهر المقبلة، حيث من المتوقع أن يؤدي تدفق الدولار الناتج عن المتحف إلى رفع حجم التداول داخل سوق الإنتربنك وزيادة التنازلات عن العملة الصعبة، مضيفًا أن هذه التحركات ستعمل بطبيعتها على الضغط على سعر الصرف نحو الهبوط، خاصة مع تراجع الفجوة الدولارية وزيادة المعروض من العملة الأجنبية.

المتحف المصري الكبير محطة دولارية يومية

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن المتحف المصري الكبير قد يتحول إلى محطة دولارية يومية قادرة على دفع سعر الصرف إلى مسار هبوطي جديد خلال الفترة المقبلة، حيث إن المؤشرات الحالية تبدو إيجابية، وأن المتحف قد يصبح أحد أهم مصادر تدفق العملة الصعبة في مصر خلال السنوات القادمة.