رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

ليلة الانقلاب السياسي في واشنطن: اجتماع سري يُنهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ أميركا

انتهاء أطول إغلاق
انتهاء أطول إغلاق حكومي في واشنطن

لحظة فارقة عاشتها العاصمة الأميركية واشنطن بعدما خرجت الولايات المتحدة من أطول إغلاق حكومي في تاريخها، لا بصفقة كبرى ولا بمفاوضات معلنة، بل بخطوة غير مسبوقة قادها مجموعة صغيرة من السيناتورات بعيداً عن الأضواء. 

كواليس تلك الليلة كشفت حجم الانقسام السياسي، وأظهرت كيف يمكن لاجتماع واحد أن يعيد تشغيل أكبر حكومة في العالم.

اجتماع الظل داخل الكونجرس يقلب المشهد بالكامل

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل اجتماع وصفته بـ"السري"، جرى داخل مبنى الكونجرس بعيداً عن الإعلام وحتى بعيداً عن قيادات الحزبين. 

ثمانية سيناتورات ديمقراطيون من الجناح الوسطي، إضافة إلى سيناتور مستقل، تحركوا بتنسيق شبه فردي نحو مكتب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثيون.

اجتماع الليل جاء بعد أسابيع من الشلل الكامل الذي طال مؤسسات الدولة، وأدى لتعطل الرحلات الجوية، وعرّض برامج المساعدات الغذائية للخطر، وترك آلاف الموظفين بلا رواتب.

المشهد كان ينذر بانفجار شعبي وسياسي، بينما كانت واشنطن تواجه أسوأ أزمة حكومية منذ عقود.

تحركات صامتة في أروقة المجلس وتغييب تام لقيادات الديمقراطيين

التحركات تمت بصمت شديد، السيناتورات غادروا القاعات بعد تأكدهم من خلو الممرات من الصحفيين، واتجهوا مباشرة إلى مكتب ثيون دون أي تنسيق رسمي. 

زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر كان يعلم أن شيئاً ما يجري، لكنه لم يكن جزءاً من المفاوضات، ما يعكس خروجاً نادراً عن الانضباط الحزبي التقليدي داخل الكونجرس.

اجتماعات مثل هذه لم تكن معتادة في ظل الاستقطاب الحاد، لكن شعوراً مشتركاً داخل المجموعة بأن الانتظار لم يعد خياراً، دفعهم إلى تجاوز البروتوكولات الحزبية.

اتفاق اللحظة الأخيرة: تنازلات مؤلمة وحسابات سياسية معقدة

السيناريو كان واضحاً داخل الاجتماع، التكلفة السياسية والاجتماعية للإغلاق أصبحت أعلى من أي تنازل، والضغط الشعبي تصاعد لدرجة تهدد شرعية المؤسسات. 

المجتمعون اتفقوا على صياغة حل مؤقت يعيد فتح الحكومة حتى نهاية يناير، دون تضمين مطلب الديمقراطيين الأساسي المتعلق بتمديد الإعانات الصحية.

الاتفاق شكّل ضربة داخلية للجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذي اعتبر الخطوة تنازلاً غير مبرر. 

لكن في المقابل، الاتفاق منح الجمهوريين الأصوات الستين اللازمة لتمرير القرار في مجلس الشيوخ، بفارق صوت واحد فقط، ما يعني أن كل سيناتور شارك كان جزءاً حاسماً في إنهاء الأزمة.

انقسام ديمقراطي وغضب تقدمي بعد تمرير الاتفاق

ردود الفعل داخل الحزب الديمقراطي جاءت متباينة، الجناح التقدمي هاجم السيناتورات الذين شاركوا في الاجتماع، واتهمهم بتقديم مكاسب سياسية مجانية للجمهوريين. 

قيادات أخرى رأت أن إنقاذ الحكومة كان أولوية وطنية تتجاوز الحسابات الحزبية.

الانقسام كشف مدى هشاشة التوازن داخل الحزب، خاصة بعدما جرى تجاوز المؤسسات الحزبية التقليدية بالكامل لصالح كيان تفاوضي صغير ومتحرك.

واشنطن تستيقظ على نهاية أطول إغلاق في تاريخها

الولايات المتحدة خرجت رسمياً من أطول إغلاق حكومي في تاريخها عبر اتفاق غير متوقع، وفي ليلة واحدة فقط. 

نهاية الأزمة لم تأت من البيت الأبيض ولا من مفاوضات شاملة، بل من تحالف سري مصغر قرر أن الجمود لم يعد مقبولاً، وأن إعادة فتح الحكومة مسؤولية تتقدم على كل أجندة سياسية.

وهكذا طويت صفحة الإغلاق، لكن الأسئلة بقيت مفتوحة حول ما إذا كانت واشنطن دخلت مرحلة جديدة من السياسة السرية خارج قنوات صنع القرار التقليدية.

تم نسخ الرابط