بوتين يحشد الأجهزة ويأمر بإعداد مقترحات للرد النووي بعد تهديدات أميركية بالتجارب
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيهاً صريحاً إلى كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين اليوم الأربعاء، يقضي بتقديم خطط ومقترحات حول إمكانية الشروع في التحضير لإجراء تجارب نووية رداً على تصريحات صادرة عن الإدارة الأميركية تفيد بنوايا لإجراء تجارب مماثلة.
وأكد بوتين خلال جلسة لمجلس الأمن الروسي ضرورة جمع معلومات إضافية وتحليلها من قِبل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات والهيئات المدنية ذات الصلة، على أن تُرفع مقترحات مشتركة للمجلس.
موسكو تبرر الحق في اتخاذ تدابير مناسبة
عرض بوتين موقف بلاده بوضوح: تحذيرات سابقة صدرت عن القيادة الروسية أعطت انطباعاً بأنه في حال نفّذت الولايات المتحدة أو دول أخرى تجارب نووية، فستكون موسكو مضطرة لاتخاذ إجراءات «مناسبة» للرد.
وكرر الرئيس الروسي أنه ينتظر تقارير مفصلة من الأجهزة المعنية ليحدد ما إذا كانت الخطوات التالية تتطلب الانتقال من التخطيط إلى التنفيذ.
قيادة الدفاع تتبنّى سياسة الاستعداد والردع
قدم وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف تقريره أمام المجلس، مؤكداً أن روسيا ملزمة بحفظ قدراتها النووية في حالة تأهب والتصرف بشكل يضمن إلحاق «أضرار غير مقبولة» بأي خصم في أي ظرف.
واعتبر بيلاوسوف أن الخطط الأميركية المحتملة لإجراء تجارب نووية تزيد من مستوى الخطر العسكري على روسيا، ما يستدعي حزمة إجراءات دفاعية متكاملة.
اتهامات أميركية بتطوير صواريخ وتدريبات استباقية
أفاد تقرير وزير الدفاع الروسي بأن الولايات المتحدة تطور صاروخاً عابراً للقارات بمدى نحو 13 ألف كيلومتر وبرأس نووي جديد، وأن واشنطن تعمل بوتيرة عالية على تحديث ترسانتها الهجومية الاستراتيجية.
وأضاف بيلاوسوف أن الولايات المتحدة تنفّذ ما وصفه برنامج «القبة الذهبية» لاعتراض الصواريخ الروسية والصينية قبل إطلاقها، وتقوم بتدريبات منتظمة على توجيه ضربات استباقية نووية، تصريحات ترى فيها موسكو مؤشرات تهديد جسيم لأمنها القومي.
دلالات التحريك الروسي وإشارات التصعيد المحتملة
ترى أوساط سياسية وعسكرية أن توجيه بوتين يمثل تعبئة إشارة تهدف إلى بث رسالة ردع واضحة لدى واشنطن وحلفائها، وأن الاستنفار الإداري والاستخباراتي قد يسبق خطوات عملية محددة إذا اعتُبرت تصريحات أميركية مؤشراً على نية ممارسات تقوض معاهدة أو توازن الردع.
كما يرى المحللون أن أي قرار بالتحضير لتجارب نووية سيحمل دلالات إقليمية ودولية واسعة، وقد يعيد إحياء سباق تصعيدي يُخشى أن يتجاوز الإطار الكلامي إلى ممارسات عسكرية فعلية.



