رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

أستاذ بالأزهر: الإسلام لا يعادي الفن أو الجمال.. وإنما الشرك فقط

الدكتور هاني تمام،
الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن هناك فرقًا جوهريًا بين التماثيل التي تُعبد من دون الله، وتلك التي تُعد شاهدًا على حضارة وتاريخ أمة، موضحًا أن الإسلام لا يعادي الجمال أو الفن أو التراث، وإنما يحارب الشرك والعبادة لغير الله فقط.

وقال تمام، خلال لقائه في برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس مساء الاثنين، إن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة المكرمة كسر الأصنام لأنها كانت تُعبد في بيت الله الحرام، بينما الصحابة الكرام حينما دخلوا مصر ورأوا الأهرامات والتماثيل لم يُنكروا وجودها ولم يدعوا إلى تكسيرها، لأنهم علموا أن الغرض منها ليس العبادة بل الاعتبار والعظة.

وأضاف أستاذ الفقه: «هل نحن اليوم أفهم لدين الله من الصحابة؟ لقد عاشوا في مصر واحترموا حضارتها وآثارها، لأنها تمثل تراثًا إنسانيًا يدل على عبقرية المصريين منذ آلاف السنين».

وأشار إلى أن مسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري خير مثال على تداخل الحضارات وتعايشها عبر العصور، إذ بُني داخل معبد فرعوني قديم، وظل مكانًا للصلاة والعبادة دون أن يُنكر العلماء أو الأولياء وجود النقوش والتماثيل، لأن الغرض منها لم يكن التعبد وإنما إبراز روعة العمارة والإبداع الإنساني.

كما استشهد الدكتور هاني تمام بقول الله تعالى:«يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيل« سبأ: 13، مؤكدًا أن هذه الآية تدل على جواز وجود التماثيل والفنون إذا كانت لغير العبادة، كوسيلة للتعبير عن الجمال والعبرة وإبراز منجزات الحضارات.

واختتم أستاذ الفقه بالأزهر حديثه قائلًا إن الإسلام دين وعي واتزان لا تطرف وغلو، مضيفًا: «مشكلتنا اليوم أن بعض الناس يطلقون الأحكام والتكفير دون علم، مع أن الدين أوسع وأرحب من ذلك بكثير».

تم نسخ الرابط