هجوم دموي على مستشفى في شمال دارفور.. مقتل 7 بينهم أطفال وفيديو يوثق الجريمة
                            تصاعد الغضب في السودان بعد هجوم بطائرة مسيّرة استهدف مستشفى الأطفال في منطقة كرنوي بولاية شمال دارفور، أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم نساء وأطفال وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة.

وأعلنت شبكة أطباء السودان اليوم الاثنين أن قوات الدعم السريع هي من نفذت الهجوم، معتبرة ما جرى جريمة إرهابية وعدواناً سافراً على المدنيين في شمال دارفور. 

الفيديو المتداول من موقع الحدث أظهر لحظات مرعبة لانفجار استهدف المبنى الطبي وسط صرخات واستغاثات الأهالي.
اتهامات بارتكاب جرائم حرب وتصاعد الإدانات
في بيانها الرسمي، وصفت الشبكة استهداف المستشفى بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واعتداء متعمد على منشأة طبية تقدم العلاج للأطفال، داعية المجتمع الدولي إلى كسر صمته المعيب واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين.

وأكد البيان أن الهجوم يمثل امتداداً لسلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المستشفيات وفرق الإغاثة في مناطق النزاع، محذراً من أن استمرار هذه الجرائم يقرب السودان من حافة الإبادة الجماعية.
تحركات أميركية لإقرار هدنة إنسانية قريبة
على الصعيد السياسي، كشف مسعد بولس، مستشار الشؤون الأفريقية في الإدارة الأميركية، أن واشنطن تعمل على التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد تصاعد الانتهاكات في دارفور.
وأوضح بولس في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" أن المفاوضات مستمرة منذ عشرة أيام، مشيراً إلى أن الإعلان عن الهدنة قد يتم قريباً، على أن تمتد لمدة ثلاثة أشهر تمهيداً لبدء عملية سياسية تمتد لتسعة أشهر تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار واستئناف الحوار الوطني.
الجنائية الدولية تتحرك لحفظ الأدلة على المجازر
بالتزامن مع هذه التطورات، أعلن مدّعون من المحكمة الجنائية الدولية أنهم يعملون على حفظ الأدلة المتعلقة بالمجزرة التي وقعت الأسبوع الماضي في مدينة الفاشر المحاصرة.
وأكد بيان المحكمة أن التقارير الأخيرة من دارفور تكشف عن نمط متصاعد من العنف الممنهج قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مشدداً على ضرورة جمع الأدلة لتقديم المسؤولين إلى العدالة الدولية.
دارفور بين الجوع والدمار
مدينة الفاشر، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع قبل أسبوع، تشهد أوضاعاً إنسانية كارثية مع تفاقم المجاعة ونزوح الآلاف من المدنيين.
وتقول الأمم المتحدة إن النزاع المستمر منذ أبريل 2023 أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، في ما تصفه المنظمة الأممية بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
الهجوم الأخير على مستشفى كرنوي لا يمثل مجرد حادثة منفردة، بل رسالة دامية تعكس استمرار استهداف المدنيين والمنشآت الطبية في حرب لم تترك سوى الدمار والجوع والموت، فيما يترقب العالم ما إذا كانت الهدنة المنتظرة قادرة على وقف هذا النزيف المستمر.
                
    



