كواليس افتتاح المتحف المصري الكبير.. رمسيس الثاني يستقبل العالم بأيقونة الحضارة المصرية
في الأول من نوفمبر 2025، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي الأضخم في القرن الحادي والعشرين، والذي يقف شامخًا عند سفح الأهرامات كأيقونة جديدة للحضارة المصرية.
وفي قلب هذا الصرح الفريد، يقف تمثال الملك رمسيس الثاني ببهائه وهيبته، يستقبل الزوار كأنه يعود من أعماق الزمن ليذكر العالم بعظمة مصر التي لا تغيب.
الرمز الحي للخلود المصري
ويعد رمسيس الثاني أحد أعظم ملوك الفراعنة، حكم مصر في ذروة مجدها قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، واشتهر ببناء المعابد الضخمة والنقوش التي خلدت بطولاته في الحروب، خاصة معركة قادش الشهيرة، واليوم بعد رحلة استمرت قرونًا، يعود الملك إلى عرشه الجديد أمام بوابة المتحف المصري الكبير، ليصبح الرمز الحي للخلود المصري.

من ميت رهينة إلى ميدان رمسيس
نحت التمثال الضخم من الجرانيت الوردي في معبد ميت رهينة القريب من ممفيس القديمة، بارتفاع يصل إلى 11 مترًا ووزن يقترب من 80 طنًا، ومع مرور الزمن، دفن تحت الرمال حتى اكتشفه عالم الآثار الإيطالي جيوفاني باتيستا كافليليا عام 1820، بعد أن كان مكسورًا إلى ستة أجزاء.
وفي خمسينيات القرن الماضي، قررت الحكومة نقله إلى ميدان باب الحديد الذي سمي بعد ذلك بميدان رمسيس ليقف شامخا في قلب القاهرة الحديثة، رمزًا للهوية والتاريخ، وشاهدًا على الحياة اليومية للمصريين لعقود طويلة.

من الميدان إلى المتحف الكبير
وفي يوم 25 أغسطس 2006، عاش المصريون مشهدًا استثنائيًا حين تحرك الملك رمسيس الثاني في موكب مهيب من ميدانه الشهير إلى موقعه الجديد أمام المتحف المصري الكبير، وقاد عملية النقل الدكتور زاهي حواس بالتعاون مع المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة المقاولون العرب في وقتها.

كواليس نقل تمثال رمسيس الثاني
يبلغ وزن تمثال رمسيس الثاني 83 طنًا، واستغرقت التحضيرات أربع سنوات من الدراسات الدقيقة، وصنعت نسخة خرسانية مماثلة للتمثال لاختبار خطة النقل، وتم ابتكار نظام هندسي مبتكر يوزع الوزن على مركز الثقل لضمان حمايته من أي ضرر، وتحرك الموكب بسرعة لا تتجاوز خمسة كيلومترات في الساعة لمسافة 30 كيلومترًا، وسط تصفيق المواطنين ودموع الفخر، حتى وصل التمثال إلى موقعه الجديد فجر اليوم التالي بسلام.
رمز الخلود في المتحف المصري الكبير
واليوم يقف رمسيس الثاني في بهو المتحف، المصنوع من الجرانيت الوردي ذاته الذي خلد ملوك الفراعنة، ليتحول إلى قلب المتحف النابض وأول ما يراه الزوار عند دخولهم، وتحيط به أضواء عرض حديثة تبرز ملامحه الملكية وتعيد إليه مجده القديم.





