ترامب يفتح تحقيقاً في خرق وقف النار بغزة بعد اغتيال قيادي في حماس
تطورات سياسية وأمنية متسارعة تعيد ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى دائرة الجدل الدولي، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته تدرس ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت اتفاق التهدئة.
تصريحات ترامب جاءت عقب ضربة إسرائيلية أودت بحياة قيادي بارز في حركة حماس، في وقت تتعثر فيه التفاهمات حول المرحلة التالية من الاتفاق، وسط تباين حاد في المواقف بين الطرفين المتحاربين.
موقف أميركي يراجع الالتزام بالتهدئة
تأكيد رئاسي صدر من المكتب البيضاوي يعكس قلقاً أميركياً من مسار الأحداث الميدانية في غزة. الرئيس دونالد ترامب أوضح أن إدارته تبحث في احتمال وقوع خرق إسرائيلي لوقف إطلاق النار، في إشارة مباشرة إلى الضربة التي وقعت يوم السبت وأثارت موجة انتقادات واسعة.
ترامب شدد على أن مسألة الالتزام بالتهدئة تمثل أولوية في المرحلة الحالية، خاصة مع استمرار الجهود الدولية لمنع انزلاق الوضع نحو تصعيد جديد يهدد الاستقرار الهش في القطاع.
قوة الاستقرار الدولية تدخل حيز التنفيذ
حديث أميركي لافت تطرق إلى واقع القوة الدولية المكلّفة بتحقيق الاستقرار في غزة. الرئيس الأميركي أكد أن هذه القوة تعمل بالفعل، مشيراً إلى انضمام دول جديدة إليها خلال الفترة المقبلة.
تصريحات ترامب حملت إشارة واضحة إلى نفوذ واشنطن في تشكيل هذه القوة، إذ أكد أن الدول المشاركة مستعدة لإرسال أي عدد من القوات تطلبه الإدارة الأميركية، في إطار دعم مسار التهدئة ومنع انهيار وقف إطلاق النار.
اغتيال قيادي بارز يشعل التوتر
حادثة أمنية خطيرة أعادت خلط الأوراق، بعدما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية على طريق الرشيد غرب مدينة غزة.
القصف، الذي نُفذ بأربعة صواريخ، أسفر عن مقتل رائد سعد، أحد القياديين البارزين في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
العملية أثارت ردود فعل غاضبة داخل الحركة، واعتُبرت تصعيداً مباشراً يهدد مسار التهدئة الهش، ويضع الاتفاق برمته على المحك.
حماس تتهم إسرائيل بخرق الاتفاق
اتهامات صريحة أطلقتها حركة حماس حمّلت فيها إسرائيل مسؤولية خرق وقف إطلاق النار والخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي.
الحركة رأت أن الاغتيال يمثل محاولة متعمدة لإفشال التهدئة وتقويض أي فرصة للاستقرار.
دعوة عاجلة وجهتها حماس إلى الوسطاء الدوليين طالبتهم فيها بالتدخل الفوري لوقف ما وصفته بالخروقات الإسرائيلية المتواصلة، محذرة من تداعيات استمرار هذا النهج على الأوضاع الإنسانية والأمنية في القطاع.
واقع ميداني منقسم ومفاوضات معلقة
مشهد ميداني معقد يفرض نفسه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. سيطرة إسرائيلية ما زالت قائمة على النصف الشرقي الخالي من السكان في قطاع غزة، مقابل استعادة حماس السيطرة على النصف الغربي المكتظ بالسكان، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني وسط دمار واسع.
تعثر واضح يطغى على المفاوضات بشأن الخطوات التالية، في ظل مطالب إسرائيلية بنزع سلاح حماس ومنعها من أي دور إداري مستقبلي، مقابل موقف ثابت للحركة يرفض التخلي عن السلاح ويشترط انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع.
خلاف حول دور القوة الدولية
نقطة خلاف إضافية برزت حول طبيعة عمل قوة الاستقرار الدولية، اتفاق التهدئة ينص على تشكيل قوة بتفويض أممي للمساعدة في حفظ السلام، إلا أن حماس وضعت قيوداً واضحة على دورها.
تصريح قيادي الحركة خليل الحية أكد أن مهمة القوة يجب أن تقتصر على الانتشار على حدود قطاع غزة فقط، خارج أراضيه، في محاولة للحفاظ على السيادة الداخلية ومنع أي وجود عسكري أجنبي داخل القطاع.



