رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الجيش السوداني يقاتل وحده.. محلل سياسي يكشف لـ«تفصيلة» كواليس الانسحاب من الفاشر

الجيش السوداني
الجيش السوداني

في تصريحات خاصة لموقع "تفصيلة"، يحذر المحلل السياسي الدكتور حسن دنقس من ضغوط تمارسها دول الجوار السوداني استجابة للمصالح الأمريكية، ويكشف أسباب انسحاب الجيش من الفاشر، ودور المرتزقة الأجانب في الحرب، وموقف المجتمع الدولي من تصنيف قوات الدعم السريع إرهابية.

ضغوط أمريكية غير مباشرة عبر دول الجوار


قال الدكتور حسن دنقس، المحلل السياسي ومدير مركز العاصمة للدراسات السياسية في الخرطوم، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، إن جميع دول جوار السودان ترتبط بعلاقات ومصالح متشابكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعضها استراتيجي وبعضها الآخر تكتيكي ومؤقت.
وأضاف أن هذه الدول قد تمارس ضغوطًا على الحكومة السودانية لدفعها إلى تقديم تنازلات سياسية واقتصادية مقابل كسب ودّ واشنطن، أو أنها ستلجأ لسياسة "العصا والجَزرة" لتحقيق مصالحها الخاصة في ظل تصاعد الصراع داخل السودان.

 

انسحاب الفاشر.. قرار استراتيجي وليس هزيمة


أكد دنقس أن الجيش السوداني يعيد الآن صياغة استراتيجيته العسكرية بعد انسحابه من مدينة الفاشر، موضحًا أن القرار جاء نتيجة حصار خانق فُرض على قيادة الفرقة السادسة منذ اندلاع الحرب.

وأشار إلى أن الإمدادات كانت تصل إلى هذه الفرقة عبر الإسقاط الجوي فقط، وأنها صمدت في وجه أكثر من 267 هجومًا شنّتها مليشيا الدعم السريع بمشاركة مرتزقة أجانب، خاصة من كولومبيا، مزودين بأحدث الأسلحة وأنظمة التشويش والسيارات القتالية المدرعة.

 

معركة غير متكافئة وجيش يقاتل وحده


أوضح دنقس أن الفرقة السادسة مشاة قاتلت نيابة عن السودان كله، في مواجهة تحالف دولي غير معلن تواطأ ضد الجيش تحت أنظار العالم.

وقال بلهجة حازمة: "الجيش يخوض هذه الحرب وحده، يموت وحده ويحيا وحده"، مشيرًا إلى أن الدعم الذي يحصل عليه من بعض الدول لا يتعدى الدعم المعنوي أو الدبلوماسي في المواقف الدولية.
وأضاف أن الشعب السوداني هو من يتحمل الكلفة الاقتصادية والإنسانية للحرب من موارده المحدودة، بينما تقف قوى دولية موقف المتفرج.

 

ازدواجية دولية في التعامل مع الدعم السريع


تطرق دنقس إلى رفض الأمم المتحدة ومجلس الأمن تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، معتبرًا أن هذا الموقف ناتج عن الهيمنة الأمريكية على المنظومة الدولية.

وقال: "الولايات المتحدة وحلفاؤها لا يريدون تصنيف هذه المليشيا إرهابية، لأنهم يستخدمونها كورقة ضغط جيوسياسية لإعادة تشكيل موازين القوى في السودان".

 

الخليج والبحر الأحمر.. حسابات دقيقة


اختتم دنقس حديثه بالإشارة إلى أن الدول الخليجية ستكون الأكثر تحفظًا تجاه أي تصعيد في السودان، نظرًا لحساسية موقعه على ساحل البحر الأحمر وتأثير الصراع على الأمن الملاحي والطاقة والتجارة الإقليمية.
وأكد أن التغيرات في السياسة الداخلية للسودان ستنعكس بلا شك على مواقفه الخارجية، ما يجعل استقرار البلاد ضرورة إقليمية قبل أن يكون شأنًا داخليًا.


تحليل دنقس يرسم صورة معقدة لمشهد الحرب في السودان، حيث يقاتل الجيش في عزلة ميدانية، بينما تتحرك القوى الإقليمية والدولية بحسابات المصالح. 
وبين الحصار والانقسامات، يظل مستقبل السودان مرهونًا بقدرته على الصمود وتوحيد صفوفه في وجه حرب لم تعد داخلية فحسب، بل جزءًا من معادلة إقليمية كبرى.

تم نسخ الرابط