الحوثيون يختطفون موظفة أممية في صنعاء بعد أيام من فقدان جنينها والأمم المتحدة تحذر

في تصعيد خطير، اختطفت ميليشيا الحوثي موظفة في برنامج الغذاء العالمي بصنعاء رغم حالتها الصحية الحرجة عقب ولادة مبكرة، لتضاف إلى سلسلة اعتقالات طالت العشرات من العاملين في المنظمات الدولية وسط تحذيرات أممية من انهيار العمل الإنساني في اليمن.

تصعيد جديد يستهدف العمل الإنساني في صنعاء

تواصل ميليشيا الحوثي حملتها ضد العاملين في الوكالات الإغاثية والمنظمات الدولية داخل مناطق سيطرتها، في خطوة تكشف تصعيداً خطيراً ضد النشاط الإنساني رغم المناشدات المتكررة من الأمم المتحدة بوقف هذه الانتهاكات.
وأكدت مصادر يمنية أن جماعة الحوثي اختطفت موظفة في برنامج الغذاء العالمي رغم وضعها الصحي الحرج عقب فقدان جنينها، ما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية والدولية.

اختطاف في ظروف مأساوية

ذكر الصحافي اليمني فارس الحميري، نقلاً عن مصدر خاص، أن مسلحين حوثيين برفقة عناصر نسائية من "الزينبيات" داهموا شقة سكنية في حي فج عطان بصنعاء مساء السبت، واعتقلوا الموظفة حنان الشيباني، التي تعمل في قسم الخدمات والبروتوكول ببرنامج الغذاء العالمي.

وأوضح المصدر أن الميليشيا اقتادت الشيباني إلى جهة مجهولة، رغم معاناتها من مضاعفات صحية خطيرة بعد ولادة مبكرة أدت إلى وفاة جنينها قبل أيام فقط، في انتهاك صارخ للمعايير الإنسانية.

تاريخ من الانتهاكات ضد عائلة واحدة

أشار المصدر إلى أن حنان الشيباني هي شقيقة الموظف الأممي ربيع الشيباني، الذي كان الحوثيون قد اعتقلوه مطلع الشهر الجاري، قبل أن يُفرج عنه في 11 أكتوبر بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بفشل كلوي مزمن.
وأكد أن حنان كانت تعيش في حالة من الخوف الشديد والقلق المستمر بسبب حملة الاعتقالات التي طالت عدداً من زملائها في القسم نفسه خلال الأسابيع الماضية، ما فاقم حالتها النفسية والجسدية.

موجة اعتقالات متواصلة

تأتي الحادثة ضمن موجة اعتقالات موسعة تنفذها الميليشيا بحق العاملين في المنظمات الأممية داخل اليمن، إذ كان آخرها اختطاف موظفين اثنين تابعين للأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، ليرتفع بذلك عدد المختطفين من العاملين في الوكالات الإنسانية إلى 55 موظفاً منذ عام 2021، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

تحذيرات أممية من انهيار العمل الإنساني

أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء التصعيد الحوثي ضد موظفيها المحليين، مؤكدة أن هذه الممارسات "تهدد مستقبل العمليات الإنسانية في اليمن".
وتحذر المنظمات الدولية من أن استمرار استهداف العاملين في المجال الإغاثي سيؤدي إلى شلل خطير في توزيع المساعدات داخل المناطق الأكثر احتياجاً، حيث يعتمد أكثر من 70% من سكان اليمن على الدعم الإنساني للبقاء على قيد الحياة.

غضب دولي ومطالب بالمحاسبة

تطالب جهات حقوقية المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه انتهاكات الحوثيين، ومحاسبة المتورطين في جرائم الاحتجاز القسري ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مؤكدين أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع الميليشيا على المضي في نهجها القمعي.