باكستان تحذر: فشل محادثات إسطنبول مع أفغانستان يعني حرباً مفتوحة
شهدت العلاقات بين باكستان وأفغانستان منعطفاً حاداً اليوم السبت، بعد تصريحات قوية أدلى بها وزير الدفاع الباكستاني، حذر فيها من أن عدم التوصل إلى اتفاق خلال محادثات إسطنبول الجارية سيقود إلى حرب مفتوحة بين البلدين.
محادثات حساسة برعاية تركية وقطرية
انطلقت الجولة الثانية من المباحثات بين الجانبين في مدينة إسطنبول التركية بمشاركة وفود أمنية وسياسية رفيعة، بعد جولة أولى عقدت في الدوحة يوم 19 أكتوبر الجاري بوساطة قطرية وتركية. وأسفرت تلك الجولة عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في المناطق الحدودية، لكنه ظل هشاً بسبب تكرار الخروقات.
وأكدت مصادر باكستانية أن جلسات اليوم تركز على وضع "آلية مراقبة ملموسة" لضمان الالتزام بالهدنة، وتجنب التصعيد العسكري الذي تزايد في الأسابيع الأخيرة على جانبي الحدود.
إسلام آباد تطالب بضمانات أمنية
المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية طاهر حسين أندرابي شدد خلال مؤتمر صحافي أمس على أن بلاده لا تسعى للتصعيد، لكنها تطالب طالبان الأفغانية بخطوات واضحة وموثقة لمواجهة الجماعات الإرهابية التي تستخدم الأراضي الأفغانية منطلقاً لهجماتها ضد باكستان.
وقال أندرابي إن بلاده تتطلع إلى إنشاء آلية تحقق ومراقبة مشتركة، يمكن من خلالها التأكد من تنفيذ تعهدات طالبان أمام المجتمع الدولي، بما يضمن أمن الحدود ويمنع تكرار الحوادث الدامية.
حرب حدودية غير معلنة
شهدت الحدود بين باكستان وأفغانستان خلال الأسبوعين الماضيين مواجهات دامية أسفرت عن عشرات القتلى، بينهم مدنيون، بعدما اتهمت حكومة طالبان إسلام آباد بدعم تفجيرات استهدفت العاصمة كابل.
وردت القوات الباكستانية بتنفيذ "ضربات دقيقة" داخل الأراضي الأفغانية استهدفت مجموعات مسلحة، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه الأخطر منذ عامين.
وأكدت مصادر أمنية باكستانية أن العمليات الأخيرة جاءت رداً على "اعتداءات متكررة" من داخل الأراضي الأفغانية، مشيرة إلى أن صبر باكستان بدأ ينفد أمام ما وصفته بـ"تراخي طالبان في ضبط حدودها".
وساطات دولية ومساعٍ لتفادي الانفجار
الوساطة القطرية والتركية أسفرت الأسبوع الماضي عن إعلان هدنة مؤقتة، لكن تفاصيلها لا تزال غامضة، وسط شكوك حول مدى التزام الطرفين بها.
وتعمل الدوحة وأنقرة حالياً على تقريب وجهات النظر وتثبيت وقف النار عبر تفاهمات جديدة تشمل ترتيبات أمنية وتبادل معلومات استخباراتية.
ويُتوقع أن تكون جولة إسطنبول الحالية حاسمة في تحديد مصير العلاقات بين البلدين، إذ أكد وزير الدفاع الباكستاني أن "الفرصة الأخيرة للسلام" قائمة على التوصل إلى اتفاق واضح وملزم، محذراً من أن البديل سيكون "حرباً لا يريدها أحد، لكنها ستكون حتمية إن استمرت الاعتداءات".
مستقبل غامض على الحدود
تبدو فرص التهدئة بين الجارتين ضعيفة في ظل غياب الثقة المتبادلة وتزايد نشاط الجماعات المسلحة على الحدود الجبلية الوعرة.
ومع ضغوط داخلية في باكستان تطالب برد حازم، وتصريحات متشددة من طالبان، يخشى المراقبون أن تتحول الخلافات السياسية إلى مواجهة مفتوحة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.



