باكستان ترمي الكرة في ملعب طالبان.. هدنة هشة تنتظر اختبار النوايا بين الجارتين

تبدو حدود باكستان وأفغانستان في حالة ترقب حذر بعد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي أنهى جولة دامية من القتال بين الجارتين.
وبينما رحبت الأمم المتحدة بالهدوء النسبي بين باكستان وأفغانستان، أكد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أن الكرة الآن في ملعب طالبان لتحويل الهدنة إلى سلام دائم يعيد الاستقرار إلى المنطقة المضطربة.
شهباز شريف: الفرصة الأخيرة بيد طالبان
شدد رئيس الوزراء الباكستاني خلال اجتماع حكومي على أن إسلام آباد أبدت حسن نية عندما وافقت على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 48 ساعة.
وأوضح أن باكستان مستعدة للحوار إذا أبدت كابول التزامًا واضحًا بحل الخلافات وتلبية المطالب الأمنية، مشيرًا إلى أن قرار التهدئة الدائمة يعتمد على تجاوب حكومة طالبان الأفغانية.
وأكد شريف أن باكستان ترغب في إنهاء دوامة العنف المستمرة منذ أعوام، لكنها لن تقبل بتهديد أمنها القومي أو استمرار نشاط الجماعات المسلحة عبر الحدود.
الأمم المتحدة تدعو إلى سلام دائم ووقف إطلاق النار
طالبت الأمم المتحدة الطرفين بوضع حد نهائي للأعمال القتالية التي أودت بحياة عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان “يوناما” أن الهدنة ووقف إطلاق النار تمثل خطوة إيجابية يجب البناء عليها لضمان حماية المدنيين وتفادي سقوط مزيد من الضحايا.
وأشارت تقارير البعثة إلى مقتل 17 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 340 آخرين في منطقة سبين بولداك على الجانب الأفغاني من الحدود، إضافة إلى تسجيل 16 قتيلًا مدنيًا آخرين في أقاليم مختلفة داخل أفغانستان خلال الاشتباكات السابقة.
الحدود الهادئة مؤقتًا والمعابر مغلقة
رغم توقف الاشتباكات منذ مساء الأربعاء، إلا أن حالة القلق لا تزال تخيم على المعابر الحدودية الرئيسية التي بقيت مغلقة في وجه المدنيين والتجارة.
وأكدت مصادر ميدانية أن الهدوء النسبي قد ينهار في أي لحظة إذا فشلت جهود التهدئة السياسية.
وتعد هذه المواجهات الأعنف بين البلدين منذ عام 2021، حين سيطرت حركة طالبان على السلطة في كابول عقب انسحاب القوات الغربية، ما تسبب في تصاعد التوترات مع إسلام آباد.
تبادل للاتهامات وتصاعد للهجمات
اتهمت باكستان جارتها أفغانستان بإيواء مسلحين يشنون هجمات داخل أراضيها، بينما نفت حكومة طالبان تلك الاتهامات، مؤكدة أن أراضيها لا تُستخدم لمهاجمة دول أخرى.
وتعاني باكستان منذ عام 2021 من تزايد حدة العمليات المسلحة التي تستهدف قواتها الأمنية، في وقت تحاول فيه احتواء التهديدات المتنامية عبر الحدود وإعادة بناء الثقة مع الحكومة الأفغانية.
مستقبل الهدنة على المحك
يرى مراقبون أن فرص تثبيت الهدنة تعتمد على مدى استعداد طالبان لتقديم ضمانات أمنية حقيقية.
وإذا ما التزمت الحركة بخفض التصعيد والتعاون الميداني، فقد تشكل الهدنة بداية لمسار سياسي جديد بين الجارتين.
أما إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، فستبقى الحدود الباكستانية الأفغانية مرشحة لجولة جديدة من العنف، قد تعصف بآمال الاستقرار في جنوب آسيا.