باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

لماذا النساء أكثر عرضة لمشاكل الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية
الغدة الدرقية

 مشاكل الغدة الدرقية من أكثر الاضطرابات شيوعًا بين النساء، إذ تلعب هذه الغدة الصغيرة، التي تأخذ شكل الفراشة وتقع في أسفل الرقبة، دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم الأساسية.

 فهي تتحكم في عملية الأيض، وتؤثر على مستويات الطاقة والمزاج، وتعتبر ركيزة أساسية للصحة العامة. 

وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية مقارنة بالرجال، نتيجة لعوامل هرمونية ووراثية ونمط الحياة وكذلك الصحة النفسية.

تعقيد النظام الهرموني لدى النساء

يعدّ النظام الهرموني لدى المرأة أكثر تعقيدًا من الرجل، نظرًا للتقلبات الهرمونية التي تمر بها في مراحل حياتها المختلفة.

 ووفقًا لتقارير المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فإن الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث جميعها تؤثر على كيفية عمل الغدة الدرقية واستجابتها.

خلال الدورة الشهرية، تتبدل مستويات الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون، وقد يؤدي ارتفاع الإستروجين إلى انخفاض كفاءة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية أو استخدامها في الجسم.

 هذه التقلبات قد تسبب أعراضًا مثل التعب، وزيادة الوزن، وصعوبة التركيز، حتى في الحالات التي تبدو فيها نتائج الفحوصات المخبرية طبيعية، وفقًا لـ الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية.

المناعة الذاتية والوراثة

توضح موغدا برادان، خبيرة التغذية الوظيفية، أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الغدة الدرقية "هاشيموتو"، وهي حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي الغدة الدرقية بالخطأ، مما يؤدي إلى قصور في وظيفتها بمرور الوقت بحسب Health shots

كما تلعب الوراثة دورًا مهمًا في احتمالية الإصابة، فوفقًا لـ مؤسسة هارفارد الصحية، إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بمشاكل الغدة الدرقية، فإن خطر الإصابة يرتفع. ومع ذلك، لا تكفي الجينات وحدها لتفسير ذلك، إذ تلعب العوامل البيئية مثل التوتر المزمن والنظام الغذائي والتعرض للسموم دورًا كبيرًا في تطور المرض.

تأثير نمط الحياة

يشير الأطباء  إلى أن التوتر المزمن يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي بدوره يمكن أن يعيق إنتاج الهرمونات الأخرى، بما في ذلك هرمونات الغدة الدرقية، كما أن نقص المعادن الأساسية مثل اليود، والسيلينيوم، والزنك قد يؤدي إلى خلل في وظيفة الغدة، بحسب ما ورد في مجلة التغذية.

ويُحذر الأطباء من الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والكربوهيدرات المكررة، إذ يمكن أن تُفاقم الالتهابات وتؤثر سلبًا على التوازن الهرموني.

النظام الغذائي وصحة الغدة الدرقية

يلعب النظام الغذائي المتوازن دورًا محوريًا في دعم صحة الغدة الدرقية ووظائفها. وفيما يلي أبرز الأطعمة التي يوصي بها الخبراء:

البروتينات الخالية من الدهون: أساسية لتخليق هرمونات الغدة الدرقية، وفقًا للدراسات المنشورة في المجلة الجزيئية للتغذية.

المكسرات الغنية بالسيلينيوم: خاصة المكسرات البرازيلية، التي تساعد في إنتاج الهرمونات وتنظيم نشاط الغدة.

الأطعمة الغنية باليود: مثل الأسماك والبيض ومنتجات الألبان، وهي مصادر طبيعية تدعم تكوين هرمون الثيروكسين.

مضادات الأكسدة: الموجودة في الفواكه والخضروات الطازجة، التي تساهم في تقليل الالتهابات ودعم أنسجة الغدة، بحسب Harvard Health.


ولا يمكن إغفال أهمية صحة الأمعاء، إذ تسهم في امتصاص العناصر الغذائية وتحويل الهرمونات، وهي عملية ضرورية لإنتاج الهرمونات الدرقية، وفقًا لتقرير منشور في مجلة المغذيات.

يؤكد الأطباء أن الحفاظ على توازن الهرمونات، وتجنب التوتر، واتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يقلل من خطر اضطرابات الغدة الدرقية، خاصة لدى النساء. فالصحة الهرمونية تبدأ من الوعي والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في المدى الطويل.

تم نسخ الرابط