سنغافورة تؤسس لجنة مستقلة لحجب المحتوى الضار وتشديد الرقابة على المنصات الرقمية

أعلنت الحكومة السنغافورية عن تأسيس هيئة مستقلة جديدة تحمل اسم "لجنة السلامة على الإنترنت" (Online Safety Commission)، تتمتع بصلاحيات موسعة لحجب المحتوى الضار ومكافحة الانتهاكات الرقمية على منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وفيسبوك، وذلك ضمن جهود الدولة المتصاعدة لمواجهة الاحتيال الإلكتروني والتزييف العميق (Deepfakes).

ووفقًا لبيان مشترك صادر عن وزارة التنمية الرقمية والمعلومات ووزارة القانون، ستتمكن اللجنة الجديدة من إلزام المنصات الإلكترونية بإزالة محتوى ضار أو تعطيل حسابات معينة داخل سنغافورة، بعد تلقي بلاغات من المستخدمين أو الضحايا.

وتعد هذه الخطوة الركيزة الأساسية لمشروع قانون جديد عُرض على البرلمان السنغافوري يوم الأربعاء، بهدف توسيع نطاق الجرائم الإلكترونية التي تشملها التشريعات الحالية، في ظل ما وصفته الحكومة بـ"الحاجة الملحّة إلى توفير حماية أقوى للمواطنين في الفضاء الرقمي".

وفي مرحلتها الأولى، ستركز اللجنة على الجرائم الإلكترونية الخطيرة، مثل التحرش عبر الإنترنت والانتهاكات المتعلقة بالأطفال، على أن تتوسع لاحقًا لتشمل انتحال الهوية الرقمية ونشر المعلومات الشخصية دون إذن.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تشديد سنغافورة رقابتها على شركات التكنولوجيا الكبرى التي تواجه تحديات تنظيمية متزايدة بسبب قوانين مكافحة الأذى الرقمي.

ففي سبتمبر الماضي، طالبت وزارة الشؤون الداخلية شركة ميتا (Meta) بتشديد إجراءاتها لحذف الإعلانات الاحتيالية وتحسين تقنيات التعرف على الوجوه وتسريع الاستجابة لبلاغات المستخدمين المحليين.

من جانبها، تعهّدت شركة جوجل (Google)، التابعة لمجموعة ألفابت (Alphabet)، بتطبيق آليات للتحقق من عمر المستخدمين بحلول العام المقبل، بما يتوافق مع القوانين السنغافورية التي تحظر تحميل التطبيقات غير المناسبة لمن هم دون 18 عامًا.

وتؤكد الحكومة أن هذه الإجراءات تمثل مرحلة جديدة من الحوكمة الرقمية التي توازن بين حرية الاستخدام والمسؤولية، لضمان بيئة إلكترونية أكثر أمانًا وعدالة لجميع المواطنين.