تاريخ العرب في المونديال.. من البدايات المتواضعة إلى الحضور التاريخي في نسخة 2026
منذ أكثر من تسعين عامًا، بدأت المنتخبات العربية رحلتها مع كأس العالم بخطوات خجولة، لكنها اليوم تكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة العالمية، بعدما وصلت المشاركة العربية إلى أعلى رقم في تاريخ المونديال بسبعة منتخبات دفعة واحدة في نسخة 2026.
من مصر إلى المجد المغربي
بدأ الحضور العربي في كأس العالم عام 1934 بمشاركة منتخب مصر، كأول منتخب عربي وإفريقي يظهر في الحدث العالمي، وبعد عقود، انضمت تونس (1978) والجزائر (1982) والمغرب (1970) إلى الساحة، لتبدأ مرحلة التواجد الدائم للعرب في المونديال.
وفي الثمانينيات، دخلت الكويت (1982) والعراق (1986) المشهد، ثم لحقت بهما الإمارات (1990) والسعودية (1994)، وقطر (2022) والأردن (2026)، لتتوسع خريطة التمثيل العربي تدريجيًا عبر القارات.
2026.. النسخة الأضخم في تاريخ العرب
تستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك نهائيات كأس العالم 2026، في نسخة تاريخية هي الأولى بمشاركة 48 منتخبًا، وستشهد رقمًا عربيًا قياسيًا بمشاركة سبعة منتخبات عربية حتى الآن، وهى مصر، تونس، الجزائر، المغرب عن قارة إفريقيا، والسعودية، قطر، الأردن عن قارة آسيا، مع إمكانية ارتفاع العدد إلى تسعة منتخبات حال تأهل الإمارات أو العراق من الملحق العالمي.
هذا الرقم هو الأعلى في تاريخ المونديال، إذ لم يسبق أن تجاوزت المشاركة العربية أربعة منتخبات في نسختي 2018 و2022.
إحصاءات تكشف التطور
خلال العقود الماضية، خاضت المنتخبات العربية ما يزيد على 86 مباراة في كأس العالم، تنوعت نتائجها بين الانتصارات المشرفة والمشاركات الرمزية.
وفي ما يلي أبرز الإحصاءات التاريخية:
المغرب: 23 مباراة
السعودية: 19 مباراة
تونس: 18 مباراة
الجزائر: 13 مباراة
مصر: 7 مباريات
الكويت، العراق، الإمارات، قطر: 3 مباريات لكل منتخب.
المغرب.. أيقونة العرب
يبقى المنتخب المغربي الأكثر تميزًا في سجل المشاركات العربية، بعدما كتب التاريخ في مونديال قطر 2022 بوصوله إلى نصف النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز، ليؤكد أن الحلم العربي بالمنافسة الحقيقية بات ممكنًا.
كما حققت الجزائر إنجازًا مماثلًا في مونديال 2014 عندما وصلت إلى الدور الثاني، وقدمت تونس والسعودية بدورهما مستويات مشرفة في أكثر من نسخة.
من المشاركة إلى المنافسة
تاريخ المنتخبات العربية في كأس العالم يعكس رحلة طويلة من التحديات والآمال، بدأت بخطوة مصر عام 1934، وتحوّلت إلى مسيرة جماعية تشارك فيها اليوم سبعة منتخبات دفعة واحدة.
ومع اتساع القاعدة وتطور الاحتراف والبنية التحتية في الدول العربية، يبدو أن القادم يحمل فرصًا أكبر للانتقال من المشاركة الرمزية إلى المنافسة الحقيقية على الألقاب.