عزاء صالح الجعفراوي أمام سيتي ستارز.. لماذا تم اختيار هذا المكان؟

خيمت حالة من الحزن على العالم العربي بعد رحيل الصحفي صالح الجعفراوي، الذي شيع جثمانه في مدينة غزة، الإثنين الماضي، في جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف من أهالي القطاع، مرددين الهتافات “لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله”.
عزاء صالح الجعفراوي في مصر
أعلن شقيق صالح الجعفراوي الأكبر علاء الجعفراوي إقامة مجلس عزاء لشقيقه الشهيد في القاهرة، ليتمكن أقاربه في مصر وأصدقاؤه من وداعه وتكريمه هناك، بعد أن تعذر على كثيرين حضور الجنازة في غزة بسبب الأوضاع الأمنية وإغلاق المعابر.

وكتب علاء الجعفراوي في منشور على صفحته عبر فيسبوك: "الإخوة الأحباب في جمهورية مصر العربية، سيقام مجلس عزاء لأخي الشهيد صالح عامر الجعفراوي في مسجد القوات المسلحةـ قاعة الفردوس المقابلة لمول سيتي ستارز، يوم الأربعاء الموافق 15 أكتوبر 2025، من الساعة السابعة مساءً وحتى العاشرة مساءً، وذلك للرجال والنساء، والحمد لله رب العالمين".
لماذا سيتي ستارز؟
اختيار قاعة الفردوس المقابلة لمول سيتي ستارز لإقامة العزاء لم يكن صدفة، فالمكان يعد من أشهر مواقع العزاء الرسمية في القاهرة، ويقع في منطقة يسهل الوصول إليها من مختلف المحافظات، كما أنه يتيح استقبال عدد كبير من المعزين في أجواء منظمة تليق باسم الشهيد ومكانته الإعلامية.
كما أن لعائلة الجعفراوي صلة قرابة وإقامة ممتدة في مصر منذ سنوات، وهو ما جعل القاهرة أقرب نقطة للقاء الأحبة والأصدقاء، وتوديع صالح رمزيا بعد أن وري جثمانه في غزة.
استشهاد الجعفراوي
واستشهد الجعفراوي أثناء تغطيته الميدانية بعدما تعرض لإطلاق نار مباشر من جانب مجموعة مسلحة تنتمي إلى عائلة دغمش، أثناء نقله للأحداث في حي تل الهوى بغزة، لينضم إلى قافلة الصحفيين الشهداء الذين وثّقوا بصورتهم وكلمتهم معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والعدوان.
وانطلقت جنازة صالح الجعفراوي من مستشفى الشفاء بمدينة غزة إلى ميدان الشهداء يوم الإثنين الماضي، وسط مشاعر غضب وحزن، وأكدت مصادر طبية أن الشهيد توفي متأثرًا بإصابته بطلق ناري مباشر أثناء عمله.
وانتشرت عقب الجريمة صور ومقاطع توثق لحظات الوداع داخل المستشفى المعمداني، حيث بدا صالح ملفوفًا بالعلم الفلسطيني، في مشهد أبكى كل من تابع رحلته المهنية التي حول فيها عدسته ومنصاته الرقمية إلى شاهد على المعاناة الإنسانية في غزة.
نموذج نادر للصحفي الميداني
واشتهر الجعفراوي بتغطيته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تابع ملايين الأشخاص بثوثه ومقاطع الفيديو التي كانت توثق الحياة تحت القصف والحصار والتجويع، مقدما نموذجا نادرا للصحفي الميداني الذي لا يترك الكاميرا رغم الخطر.
الإعلام العربي يخسر الجعفراوي
وبرحيله، خسر المشهد الإعلامي الفلسطيني والعربي أحد أبرز الأصوات التي نقلت الواقع كما هو، لكن رسالته الإنسانية ما زالت حاضرة في ذاكرة كل من تابع قصصه وشهاداته من قلب غزة.