منظمة الصحة العالمية تحدث إرشاداتها بشأن السل: التغذية عنصر أساسي في العلاج

أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) عن تحديث شامل لإرشاداتها الخاصة بعلاج مرض السل، مؤكدةً على الدور الحيوي للتغذية في رعاية المرضى والحد من انتشار العدوى. 

ويأتي هذا التحول بعد أبحاث رائدة أجراها طبيبان من مدينة مانغالورو الهندية، هما الدكتور أوميش موهان سي. إس. والدكتورة شيلبا أراليكار، واللذان ساهم عملهما في صياغة السياسات العالمية الجديدة، وفقا لموقع Times of india. 

تغذية المرضى.. محور التحول الجديد

في 8 أكتوبر الجاري، أصدرت المنظمة إرشادات محدثة تشدد على ضرورة دمج الدعم الغذائي في رعاية مرضى السل مرضى السل، معتبرةً أن سوء التغذية ليس عرضًا جانبيًا بل عاملًا رئيسيًا يؤثر على مسار المرض والتعافي.

ومن أبرز التوصيات الجديدة، تقديم مساعدات غذائية لمرضى السل وأفراد أسرهم المخالطين، خصوصًا في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، في خطوة تعد تحولًا كبيرًا عن البروتوكولات السابقة التي ركزت بشكل شبه حصري على العلاج الدوائي.

 البحث الذي غير السياسات

كشفت دراسات الطبيبين من مانغالورو أن الدعم الغذائي يحسّن التزام المرضى بالعلاج ويرفع معدلات الشفاء، خاصة في البيئات التي ينتشر فيها المرض.

 وأكد الباحثان أن الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية أكثر عرضة للإصابة بالسل وأبطأ في التعافي، ما يبرز أهمية الجمع بين العلاج الطبي والتدخلات التغذوية في نهج متكامل للرعاية.

 اعتراف عالمي بأثر التغذية

أشادت الدكتورة تيريزا كاساييفا، مديرة إدارة السل في منظمة الصحة العالمية، بالخطوة الجديدة قائلة: "لإنهاء السل، يجب معالجة نقص التغذية وانعدام الأمن الغذائي كجزء من استجابة شاملة تركز على الأسرة. إن دمج التغذية في الرعاية الشاملة لمرضى السل خطوة حاسمة نحو عالم خالٍ من المرض".

وأضافت أن النهج الجديد سيساهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل معدلات العدوى وتسريع جهود القضاء على السل عالميًا.

 نحو رؤية صحية أكثر شمولًا

تمثل الإرشادات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية تحولًا جذريًا في إدارة مرض السل، إذ تضع التغذية في قلب الاستراتيجية العلاجية، لتنتقل الرعاية من التركيز على الدواء فقط إلى مفهوم أشمل يضع المريض وأسرته في صميم الحل