باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

كيف ساهم مشروع الصوب الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي لمصر؟

مشروع الصوب الزراعية
مشروع الصوب الزراعية

يمثل مشروع الصوب الزراعية نقلة نوعية في منظومة الأمن الغذائي المصري، حيث يجمع بين التكنولوجيا، والكفاءة، والاستدامة، فمن خلال إدارة الموارد المائية بحكمة، وتوظيف البحث العلمي، وتوفير فرص عمل للشباب، أصبحت الصوب الزراعية ركيزة أساسية في بناء منظومة غذاء آمنة ومستقرة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.

ركيزة الأمن الغذائي في مصر

ومع إطلاق الدولة حزمة من المشروعات القومية العملاقة لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق التنمية المستدامة، جاء المشروع القومي للصوب الزراعية كأحد أهم ركائز تحقيق الأمن الغذائي وتوفير المنتجات الزراعية عالية الجودة على مدار العام، في ظل التحديات المناخية والمائية التي تواجه الزراعة التقليدية.

صوب زراعية بتكنولوجيا حديثة

تتميز الصوب الزراعية بقدرتها على توفير ما بين 60% و70% من استهلاك المياه مقارنة بالزراعة المكشوفة، مع مضاعفة الإنتاجية بما يعادل 10 أضعاف الفدان التقليدي، كما تُتيح هذه الصوب إنتاج محاصيل في غير موسمها الطبيعي، ما يضمن توافر الخضروات والفاكهة طوال العام بأسعار مستقرة وجودة عالية.

وتبنّت وزارة الزراعة المشروع من خلال قروض ميسرة بفائدة 5% فقط، إلى جانب الدعم الفني والعلمي للمزارعين، بهدف تشجيع الاستثمار في هذا النوع من الزراعة الذكية.

زراعة مليون فدان من الأراضي المكشوفة

بدأت المرحلة الأولى من المشروع في يونيو 2016 ضمن إطار مشروع المليون ونصف فدان، بتكلفة بلغت نحو 40 مليار جنيه، لإقامة 40 ألف صوبة زراعية ضخمة على أراض مستصلحة حديثًا.

وشملت المناطق المستهدفة "غرب المنيا، المغرة، سيناء، المراشدة 1 و2، وحلايب وشلاتين"، بمساحة إجمالية تقدر بـ100 ألف فدان.

وتبلغ إنتاجية الصوبة الواحدة ما يعادل إنتاج 10 أفدنة، أي أن إجمالي الإنتاج يعادل زراعة مليون فدان من الأراضي المكشوفة، بمنتجات طبيعية تُروى بمياه على درجة نقاء مياه الشرب وفقًا للمعايير الدولية.

افتتاحات رئاسية تؤكد الاهتمام بالقطاع الزراعي

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الأولى من المشروع في منطقة المغرة بقاعدة محمد نجيب بمحافظة مرسى مطروح، بحضور رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسؤولين، في إطار المشروع القومي لإنشاء 100 ألف فدان من الصوب الزراعية عبر الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

ويُعد هذا المشروع الأضخم في الشرق الأوسط في مجال الصوب الزراعية، موفرًا أكثر من 300 ألف فرصة عمل للشباب وخريجي الجامعات في مجالات الهندسة والزراعة والتقنيات الزراعية.

"اللاهون" نموذج للزراعة الذكية المستدامة

وفي مزرعة اللاهون بالفيوم، أنشأت الدولة مجمعًا زراعيًا يمتد على 16 ألف فدان، يعمل وفق نظم الزراعة الذكية التي تعتمد على الري بالتنقيط والتهوية الآلية، لتحقيق أقصى كفاءة إنتاجية مع ترشيد المياه والأسمدة.

ويُنتج هذا المشروع ما يعادل 160 ألف فدان من الزراعة التقليدية، مع الاعتماد الكامل على الزراعة العضوية والإدارة المتكاملة للآفات لضمان منتجات آمنة وصحية صالحة للتصدير.

كما جهز المشروع بمخازن تبريد بسعة 1800 طن تكفي لاستهلاك نحو 2.7 مليون مواطن سنويًا، فضلًا عن محطة رفع مياه بقدرة 170 ألف متر مكعب يوميًا، وشبكات ري ذكية مزودة بأنظمة تحكم وتسميد دقيقة.

"المغرة الذكية".. الزراعة بدون تربة

كما أطلقت وزارة التعليم العالي المرحلة الثانية من مشروع مزرعة المغرة الذكية، ضمن خطة الدولة للتحول نحو الزراعة الذكية وتطبيق تكنولوجيا إنترنت الأشياء والطاقة المتجددة في استصلاح الأراضي الصحراوية.

وتعمل المزرعة بأنظمة الزراعة بدون تربة، وتستهدف تدريب خريجي الجامعات على التقنيات الحديثة، واستصلاح أراضٍ جديدة بزراعة محاصيل مقاومة للملوحة مثل الزيتون والشعير والنخيل.

وأكد الوزير أيمن عاشور أن هذا المشروع يعكس الدور الحيوي للتعليم العالي والبحث العلمي في تطوير حلول مبتكرة لتحقيق الاستدامة الزراعية ومواجهة ندرة المياه.

من التوسع الزراعي إلى الاكتفاء الذاتي

ومن جانبه، شدد وزير الزراعة علاء الدين فاروق على أن الدولة تتبع رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق الأمن الغذائي، من خلال التوسع الأفقي والرأسي في الزراعة، وتطوير البذور والتقاوي بالتعاون مع مراكز البحوث وشركات عالمية.

وأشار إلى أن مشروع الصوب الزراعية الوطنية ساهم في رفع الإنتاجية بمعدلات تصل إلى خمسة أو ستة أضعاف، مع توفير 40 إلى 50% من المياه.

كما نجحت مصر في تحقيق اكتفاء ذاتي من السكر والأرز، وتقدمت في إنتاج البنجر واستنباط 28 صنفًا هجينًا من البذور القادرة على النمو في الأراضي الصحراوية.

تم نسخ الرابط