هبوط جماعي.. تأثير قرارات ترامب على أسواق المال العالمية

أشعلت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الواردات الصينية موجة اضطراب جديدة في أسواق المال العالمية، أدت إلى تراجع الأسهم والنفط وارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.
وفي التقرير التالي تستعرض "تفصيلة" أبرز البورصات العالمية التي تأثرت بالهبوط بعد تصريحات ترامب ضد الصين.
وول ستريت تقود موجة الهبوط
أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات الأسبوع على تراجعات حادة، حيث واجهت موجة بيع جماعية في مؤشرات وول ستريت، وانخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0.8% إلى نحو 45,988 نقطة، وتراجع ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3%، فيما هبط ناسداك بنحو 1.8% متأثرًا بخسائر ثقيلة في أسهم التكنولوجيا مثل آبل وإنفيديا وأمازون.
ويرى محللون أن الأسواق الأميركية باتت شديدة الحساسية تجاه التصريحات السياسية، خاصة تلك التي تمس العلاقات التجارية مع الصين.
تراجع الأسواق الأوروبية
انخفضت مؤشرات البورصات الأوروبية بشكل جماعي، حيث تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.7%، بينما هبط كاك 40 الفرنسي بـ 1.56%، وخسر يورو ستوكس 50 نحو 1.8% متأثرًا بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا والصناعة، خصوصًا ASML وستيلانتيس. كما انخفض فوتسي 100 البريطاني بنحو 0.9% بفعل الضغوط على أسهم قطاع السيارات والألعاب الإلكترونية.
انخفاض جماعي في أسواق آسيا
كما تراجعت الأسهم الآسيوية، متأثرة بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفض مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنحو 0.4%، بعد أن فقد مكاسبه الأسبوعية متأثراً بتراجع وول ستريت، وسجلت هونغ كونغ أكبر خسارة بنسبة 1.8%، بينما انخفضت الأسهم الصينية بعد توسع بكين في قيود تصدير المعادن النادرة وتشديد الرقابة على واردات الرقائق الإلكترونية.
وفي اليابان، تراجع مؤشر نيكاي بنسبة 1% مع ارتفاع الين 0.2% مقابل الدولار، وسط قلق من توجهات الحكومة الجديدة بقيادة سناي تاكايتشي بعد انسحاب حزب كومييتو من الائتلاف الحاكم، ما زاد حالة عدم اليقين حول السياسات الاقتصادية المقبلة، أما في كوريا الجنوبية، فارتفعت الأسهم 1.4% بدعم من مكاسب شركات التكنولوجيا، فيما استقرت الأسواق الأسترالية رغم تقلبات أسعار السلع.
الأسواق الخليجية تتأثر بقوة
وامتدت موجة الهبوط إلى الأسواق الخليجية، حيث سجلت السعودية وقطر والكويت وعُمان تراجعات جماعية تجاوزت 1%، متأثرة بتقلبات الأسواق العالمية وبمخاوف من تراجع الطلب على الطاقة.
تصعيد تجاري صيني
ومن جانبها، أعلنت وزارة النقل الصينية فرض رسوم خاصة على السفن الأميركية اعتبارًا من 14 أكتوبر الجاري، ردًا على الإجراءات الأميركية الجديدة، بينما تدرس واشنطن تقييد صادرات شركة بوينغ إلى الصين.
ويرى خبراء أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى تعطل سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الإنتاج عالميًا، مما يفاقم ضغوط التضخم ويهدد بتباطؤ اقتصادي واسع النطاق.
الذهب يرتفع والنفط يتراجع
وفي ظل تزايد المخاوف، قفز الذهب فوق مستوى 4000 دولار للأونصة للمرة الثانية خلال أسبوع، أما أسعار النفط فقد تراجعت بأكثر من 3% مع مؤشرات على تهدئة الأوضاع في غزة ودخول اتفاق السلام حيز التنفيذ، ما خفف من المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الأسعار في الأسابيع الماضية.