ترامب يجمد 28 مليار دولار من أموال البنية التحتية ويسرح آلاف الموظفين

في خطوة فاجأت السياسية الأميركية، أصدر دونالد ترامب قرارًا بتجميد ما يقرب من 28 مليار دولار من مخصصات مشروعات البنية التحتية في ولايات يهيمن عليها الناخبون الديمقراطيون، من بينها نيويورك وكاليفورنيا وإلينوي، ما أثار موجة من الجدل الحاد داخل واشنطن.
أكبر موجة تسريح تشهدها أمريكا
وكشفت وزارة العدل أن أكثر من 4,200 موظف فيدرالي تلقوا إشعارات رسمية بالفصل في سبع وكالات حكومية، من ضمنهم 1,400 موظف بوزارة الخزانة و1,100 آخرين في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، في واحدة من أكبر موجات التسريح التي تشهدها الحكومة الأميركية منذ عقود.
تأثر قطاعات حيوية بالإغلاق
شملت عمليات التسريح موظفين في وزارات الصحة والتعليم والتجارة والإسكان، إلى جانب وكالات البيئة والطاقة والداخلية، حيث أن أن وزارة الصحة وحدها تضم نحو 78 ألف موظف، بينهم آلاف تم وضعهم في إجازات غير مدفوعة الأجر، ما يعطل برامج مراقبة الأمراض والبحوث الطبية.
أما في وزارة الخزانة، فقد جرى التحضير لإصدار 1,400 إخطار فصل جديد، مع احتمال أن تمتد الإجراءات إلى مصلحة الضرائب، التي فقدت بالفعل قرابة نصف موظفيها بسبب الإغلاق.
كما تأثرت وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية بقرارات التسريح، وهي الجهة التي دخلت سابقًا في خلاف مع ترامب بعد انتخابات 2020 عندما أكدت نزاهة أنظمة التصويت.
الديمقراطيون في مرمى الاتهام
وأرجع ترامب قراراته المثيرة للجدل إلى ما وصفه بـ"تعنت الديمقراطيين"، مؤكدًا خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أن الحزب المعارض هو من أشعل الأزمة التي أدت إلى الإغلاق الحكومي المستمر، وأضاف أن عملية التسريح تستهدف في الأساس موظفين على ارتباط سياسي أو إداري بالديمقراطيين.
ورغم امتلاك الجمهوريين الأغلبية في الكونجرس، فإنهم ما زالوا بحاجة إلى أصوات من الحزب الديمقراطي داخل مجلس الشيوخ لتمرير قانون تمويل الحكومة، بينما يصر الديمقراطيون على ربط أي تمويل بتمديد برامج التأمين الصحي التي يستفيد منها ملايين الأميركيين.
خطة تقليص الجهاز الفيدرالي
وكانت إدارة ترامب قد بدأت منذ مطلع العام الجاري في تنفيذ خطة لتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، شملت إخطار نحو 300 ألف موظف بإمكانية إنهاء خدماتهم.
ومع دخول الإغلاق الحكومي يومه العاشر، فعل ترامب تهديده بفصل موظفين في قطاعات ترتبط بشكل مباشر بالبرامج والسياسات التي يدعمها الديمقراطيون.
الديمقراطيون يرفضون الاتهامات
من جانبهم، رفض قادة الحزب الديمقراطي الاتهامات الموجهة إليهم، وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن "كل وظيفة تفقد، وكل أسرة تتضرر، هي نتيجة قرارات الجمهوريين"، متعهدًا بعدم الرضوخ لضغوط البيت الأبيض.
ورفعت النقابات العمالية التي تمثل العاملين الفيدراليين دعاوى قضائية لوقف عمليات التسريح، معتبرة أنها انتهاك للقانون أثناء الإغلاق، فيما ردت وزارة العدل بأن تلك النقابات لا تمتلك الصفة القانونية للطعن على قرارات شؤون الموظفين، ومن المقرر أن تنظر المحكمة الفيدرالية في القضية منتصف أكتوبر.
انتقادات من داخل الحزب الجمهوري
ولم تسلم الإدارة من اعتراضات داخلية، حيث عبرت السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز عن رفضها لما يجري، مؤكدة أن الموظفين الفيدراليين، سواء تقاضوا أجورهم أم لا، يؤدون أعمالًا ضرورية لاستمرار الخدمات العامة.