حرب الرسوم تعود من جديد.. والدولار يتراجع بعد تهديدات ترامب

تراجع الدولار الأمريكي، أمس الجمعة، بعد تصريحات للرئيس دونالد ترامب هدّد فيها بفرض زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، ما أعاد المخاوف من تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.
انخفاض مؤشر الدولار
وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.4% مسجلا 98.99 نقطة، متأثرا بتراجع شهية المستثمرين للمخاطرة واتجاههم نحو الأصول الآمنة، لكنه لا يزال في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية تبلغ 1.66%، وهي الأعلى منذ سبتمبر 2024.
وجاءت تصريحات ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، انتقد فيها القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، معتبرا أنها محاولة لخنق الاقتصاد العالمي، وألمح إلى احتمال إلغاء لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
هبوط جماعي في وول ستريت
تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد، إذ فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 2.18% ليغلق عند 6,588.56 نقطة، فيما هبط ناسداك بنسبة 2.84% إلى 22,369.57 نقطة، بينما خسر داو جونز حوالي 710 نقاط، أي ما يعادل 1.53%، ليستقر عند 45,647.70 نقطة.
وجاء هذا التراجع بعد أيام فقط من تسجيل المؤشرات مستويات قياسية مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حيال خفض أسعار الفائدة وتوسع الاستثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلا أن تصريحات ترامب المفاجئة محت تلك المكاسب سريعًا، وأعادت أجواء التوتر التي خيمت على الأسواق خلال فترات النزاع التجاري بين واشنطن وبكين في 2018 و2019.
تراجع النحاس 5%
وشهدت أسواق المعادن تأثرًا سريعًا بتصريحات الرئيس الأمريكي، حيث تراجع سعر النحاس بنحو 5% في بورصة لندن للمعادن إلى ما دون 10,400 دولار للطن، مسجلًا أكبر انخفاض له منذ خمسة أشهر، وفق وكالة بلومبرج.
وجاء الهبوط بعد تلويح ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، ما أعاد المخاوف من تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين ودفع المستثمرين نحو الذهب والسندات كملاذات آمنة.
خسائر حادة لأسهم التكنولوجيا
وكانت الضربة الأقوى لقطاع التكنولوجيا، حيث تراجع مؤشر أشباه الموصلات بأكثر من 5.4%، وهوت أسهم الشركات الصينية المدرجة في وول ستريت بشكل ملحوظ، إذ انخفضت علي بابا بنسبة 9% وJD.com بنحو 7.2%، في ظل مخاوف من إجراءات أمريكية جديدة قد تستهدف الشركات المرتبطة بسلاسل التوريد الصينية.
أعادت القلق إلى الأسواق
وقال خوان بيريز، مدير التداول في شركة مونيكس يو إس إيه، إن تهديدات ترامب أعادت القلق إلى الأسواق وخلقت حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل النمو الأمريكي، في وقت يترقب فيه المستثمرون قرارات الاحتياطي الفيدرالي واحتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.