باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

في اليوم العالمي للصحة النفسية.. التغيرات الهرمونية للنساء وانعكاساتها على المشاعر والحالة النفسية

الصحة النفسية للنساء
الصحة النفسية للنساء

تحيي منظمة الصحة العالمية في 10 أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للصحة النفسية.

وبحسب الدراسات الطبية فتتأثر الحالة النفسية للسيدات أكثر من الرجال، وهن أكثر من يتعرضن لتغيرات هرمونية في الحسم تؤثر علي الحالة النفسية لهم.

 وعلى مدار السنوات، سعت نساء كثيرات لفهم أسباب التقلبات المفاجئة في مشاعرهن — راحة وطمأنينة في أسبوع، وقلق وانفعال في الأسبوع التالي.

التحولات الهرمونية في مراحل مختلفة

تشير دراسات منشورة في منصة PMC إلى أن هذه التغيرات ليست عشوائية أو بلا تفسير، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمستويات الهرمونات التي تتبدل على مدار حياة المرأة.

سن اليأس: تذبذب لا يعني الضعف

توضح الدكتورة شويتا جها، الأخصائية النفسية السريرية "خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تبدأ مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون في التذبذب، مما يجعل العديد من النساء أكثر حساسية عاطفيًا. الأعراض مثل التهيّج، والبكاء، والأرق ليست علامات ضعف، بل انعكاس لتغيرات تؤثر على النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين".

ما بعد الولادة: رحلة عاطفية غير متوقعة

بعد الولادة، تشهد المرأة انخفاضًا حادًا في مستويات الإستروجين والبروجسترون، إلى جانب تغيّرات في الستيرويد العصبي المسؤول عن تهدئة الدماغ عبر نظام GABA.

ووفق دراسات PMC، يمكن أن تشعر حتى النساء القويات بالحزن أو القلق أو الانفصال العاطفي خلال هذه المرحلة الحساسة، وهو انعكاس طبيعي لاختلال مؤقت في التوازن الهرموني.

متلازمة تكيس المبايض (PCOS): اضطراب هرموني وعاطفي

ليست متلازمة تكيس المبايض مجرد خلل في التبويض، بل اضطراب هرموني شامل يؤثر على الصحة النفسية أيضًا.
يقول الدكتور جها: "مستويات الأندروجين المرتفعة، إلى جانب مقاومة الأنسولين والالتهاب المزمن، قد تؤدي إلى اضطرابات في المزاج والقلق وتشوه صورة الجسد لدى المصابات".

تأثيرات هرمونية أخرى

حتى الاضطرابات البسيطة في الغدة الدرقية يمكن أن تُحدث انخفاضًا في المزاج وتشوشًا في التركيز وقلقًا مستمرًا، كما أن موانع الحمل الهرمونية قد تؤثر على الحالة النفسية بشكل مختلف من امرأة إلى أخرى، بحسب طبيعة جسدها واستجابتها الكيميائية.

الاستماع إلى الهرمونات بتعاطف

كثيرًا ما يطلب من النساء "التحكم في مشاعرهن" أو "التحلي بالقوة"، غير أن القوة الحقيقية تكمن في فهم الذات البيولوجية. 

فالتغيرات الهرمونية ليست دليلاً على الضعف، بل علامة على تعقيد الجسد الأنثوي ومرونته.

وتضيف الدكتورة جها: "أثناء هذه التحولات، قد تطرأ أفكار قاسية مثل 'أنا عاطفية جدًا' أو لا أستطيع التعامل مع هذا". 

في هذه الحالات، ينصح بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد على استبدال تلك الأفكار بعبارات أكثر تعاطفًا، مثل 'جسدي يتفاعل، وهذا طبيعي'، هذا التحول الذهني يمنح المرأة راحة وسلامًا داخليًا بدلًا من الشعور بالذنب".

والهرمونات لا تحدد فقط الصحة الإنجابية، بل ترسم خريطة المشاعر والنوم والإدراك والاستجابات العاطفية. 

ومع كل مرحلة من مراحل الحياة، من البلوغ إلى ما بعد الولادة وصولًا إلى سن اليأس  تكتب هذه التغيرات الكيميائية قصصًا إنسانية مختلفة.

إن الوعي بهذه التغيرات، ومعالجتها بالرعاية الذاتية والدعم المهني، يمنح المرأة قدرة أكبر على احتضان عواطفها، وفهم جسدها، والعيش بمرونة وطمأنينة.

تم نسخ الرابط