سباق الملاذ الآمن.. 6 أسباب تشعل أسعار الذهب عالميًا وتدفعه لتجاوز 4000 دولار للأوقية

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة غير مسبوقة اليوم الأربعاء، بعدما حطم المعدن الأصفر حاجز 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه، مدفوعًا بموجة من الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، وتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية.
فقد ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.28% ليصل إلى 4038.7 دولارًا للأوقية، فيما صعدت العقود الآجلة الأميركية إلى نحو 4059 دولارًا للأوقية.
ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا، واشتداد المخاوف من الركود الأميركي، اندفع المستثمرون بقوة نحو المعدن النفيس، حيث ينظر إلى الذهب منذ القدم على أنه ملاذ آمن في أوقات الاضطراب.
زيادة بنسبة 52%
وارتفع الذهب منذ بداية عام 2025 بنحو 52%، بعد مكاسب بلغت 27% خلال العام الماضي، مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية، وتراجع الدولار، وارتفاع الطلب الاستثماري على صناديق الذهب المتداولة.
أسباب ارتفاع الذهب
وفي هذا السياق، قال الدكتور سامح الترجمان، رئيس البورصة المصرية الأسبق، إن الطلب المتزايد من البنوك المركزية حول العالم هو المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار، بعدما تراجعت جاذبية أذون الخزانة الأميركية كأداة تحوط ضد التضخم، كما أن تراجع الدولار الأميركي أمام العملات الأخرى ساهم في تعزيز الإقبال على الذهب، الذي يُعد ملاذًا آمنًا ضد فقدان القيمة.
وأشار الترجمان إلى أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تربط الذهب المحلي بالعالمي، وهي: سعر الأوقية العالمية، سعر صرف الدولار أمام الجنيه، معدلات الفائدة على الودائع البنكية.
الإغلاق الحكومي الأميركي
وفي السياق نفسه، قال هاني ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات السابق باتحاد الغرف التجارية، إن المعدن الأصفر يشهد ارتفاعًا قياسيًا عالميًا مدعومًا بعوامل عدة، أبرزها الإغلاق الحكومي الأميركي خلال الأيام الماضية، والذي انعكس على التداولات.
وأوضح ميلاد أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية تتحكم في السعر العالمي وهما: سعر الدولار، معدلات الطلب، أداء البورصات العالمية.
وأشار إلى أن الطلب العالمي المتزايد على الذهب كملاذ آمن خلال فترات الأزمات رفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدًا أن توقعات السوق المحلي لا تزال ضبابية في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن الاتجاه العالمي للأسعار.
الدين الأميركي والتوترات العالمية
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور وليد خضر أن بلوغ الدين العام الأميركي مستوى 37 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، تسبب في موجة قلق بين المستثمرين، ودفعهم إلى تحويل أموالهم من الأصول الورقية إلى الذهب.
كما أشار إلى أن أزمة الإغلاق الحكومي الأميركي وتباطؤ المؤشرات الاقتصادية عززا من هذا الاتجاه، ما أدى إلى صعود الأوقية إلى مستوى 4000 دولار.