إلى أين تتجه أسعار السيارات المستعملة في الربع الأخير من 2025؟

في الوقت الذي تتراجع فيه أسعار السيارات الزيرو تدريجيًا داخل السوق المصري، يعيش سوق السيارات المستعملة واحدة من أكثر فتراته هدوءًا وارتباكًا في آنٍ واحد، وتبدو جميع المؤشرات متجهة نحو مزيد من التراجع في الأسعار خلال الربع الأخير من عام 2025، مع استمرار الركود النسبي في حركة البيع والشراء.
فخلال الأشهر الماضية، تأثر سوق المستعمل بشكل مباشر بانخفاض أسعار الزيرو، بعدما فقدت السيارات الجديدة جزءًا من قيمتها السوقية، وهو ما انعكس فورًا على الأسعار القديمة.
تراجع أسعار السيارات المستعملة
ووفق تقديرات تجار السيارات، فإن أسعار السيارات المستعملة تراجعت بالفعل بنسب تراوحت بين 10% و25% مقارنة ببداية العام، مع توقعات باستمرار هذا الاتجاه حتى نهاية ديسمبر المقبل.
أسباب تراجع أسعار السيارات المستعملة
يرى عدد من الخبراء أن ما يحدث داخل السوق الآن يُعد تصحيحًا طبيعيًا للأسعار بعد فترة من المبالغة الكبيرة التي شهدتها خلال العامين الماضيين، نتيجة نقص المعروض وارتفاع الدولار في ذلك الوق، لكن مع تحسن سعر الصرف وتزايد المعروض من السيارات الجديدة، أصبح المستهلك يمتلك خيارات متعددة، مما قلل الطلب على المستعمل ودفع الأسعار إلى مستويات أكثر واقعية
إضافة إلى عودة السوق لاستقبال كميات كبيرة من السيارات المعاد بيعها، خاصة من جانب المستهلكين الذين قرروا الترقية إلى سيارات أحدث مع تراجع أسعار الزيرو، هذا الفائض في المعروض خلق نوعًا من التنافس بين البائعين، وأجبر كثيرين على خفض الأسعار لجذب المشترين.
أسباب ضعف الطلب على السيارات المستعملة
في المقابل، لا يزال الطلب ضعيفًا بسبب حالة الترقب التي تسيطر على المشترين، حيث ينتظر الكثيرون تراجعًا إضافيًا في الأسعار قبل الإقدام على الشراء، خاصة مع توقعات استمرار انخفاض الزيرو حتى نهاية العام، وهذا ما أدى إلى ما يسمى بـ"الركود الهادئ".
من جانب آخر، بدأت بعض شركات التمويل والعرض بالتقسيط تقدم عروضًا جديدة على السيارات المستعملة لتحفيز المبيعات، إلا أن الإقبال لا يزال محدودًا نسبيًا، خصوصًا في ظل الحذر السائد لدى المستهلكين من تحمل التزامات مالية طويلة في سوق لم يستقر بعد.
استقرار نسبي مع بداية 2026
ويتوقع خبراء السيارات أن يظل الاتجاه النزولي للأسعار هو المسيطر حتى نهاية العام، مع احتمالية حدوث استقرار نسبي مع بداية 2026 إذا استقرت أسعار الزيرو وتراجع الدولار بشكل نهائي، ومع استمرار جهود الدولة لتوطين الصناعة وتوسيع الإنتاج المحلي، من المرجح أن تنخفض الفجوة السعرية بين الجديد والمستعمل إلى أدنى مستوياتها خلال السنوات الأخيرة.