في ذكرى ميلاده.. محمد حسنين هيكل تنبأ بمطامع الاحتلال في سوريا قبل عقد من الزمن

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، أحد أبرز العقول الاستراتيجية في العالم العربي، الذي ترك إرثًا فكريًا وسياسيًا لا يزال حاضرًا حتى اليوم.
قبل نحو عشر سنوات، وخلال سلسلة حواراته الشهيرة «مصر أين ومصر إلى أين؟» على قناة CBC، تحدث هيكل عن طبيعة الصراع في المنطقة، مؤكدًا أن ما يحدث يجسد أحلام ومطامع إسرائيل. وأوضح أن المشرق العربي كله معرض لخطر كبير، مشيرًا إلى أن الخطر الحقيقي ليس من إيران كما يروّج البعض، بل من أطماع الاحتلال في منطقة الهلال الخصيب، وبالأخص سوريا التي وصفها بأنها قلب الصراع على مستقبل العالم العربي منذ العهد العثماني.
وأضاف هيكل أن العالم العربي يعيش حالة من التمزق لأنه لم يكن على مستوى المسؤولية التاريخية، موضحًا أن دولًا عربية اختارت أن تنفرد بقراراتها لتحقيق مكاسب مؤقتة، لكن النتيجة كانت المزيد من الخسائر والانقسام.
رؤى هيكل تلك، التي قيلت قبل عقد كامل، تعكس اليوم واقعًا تشهده المنطقة، ليبقى حاضرًا كأحد أبرز العقول التي قرأت المستقبل بوضوح وجرأة.
لكن تحذيرات هيكل لم تتوقف عند حدود الأطماع الإسرائيلية فقط، بل تجاوزتها إلى قراءة دقيقة للتحولات الدولية. حيث قال: «نحن في لحظة خطرة جدًا، فالقضية الخطيرة في اعتقادي أن البوصلة ليست موجودة، كما أننا على تضاريس جديدة وعلى عالم يختلف ويتغير كل يوم... هناك دول ضلت طريقها للمستقبل وتحتاج جهدًا غير عادي للإمساك بزمام الأمور، لكن حتى هذه اللحظة لا يبدو أننا نفهم العالم من حولنا».
وأضاف بوضوح: «أنا لا أخفي قلقي، فنحن أمام لحظة خطيرة تقتضي تفكيرًا أكثر عمقًا وجسارة أكبر، وآن الأوان أن تجلس نخب هذا البلد معًا، فالقضايا أكبر من جهد رجل واحد أو مجموعة قليلة».