رئيس الرقابة الصحية: 134 مليون حادث طبي سنويًا وفق إحصائيات الصحة العالمية

أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن مسيرة الإصلاح الصحي في مصر تقوم على قناعة راسخة بأن الرعاية الآمنة تعد الركيزة الأساسية للرعاية الصحية الشاملة، مشيرًا إلى أن القطاع الطبي الجامعي يمثل خط الدفاع الأول عن سلامة المرضى بما يملكه من كوادر علمية ومنشآت وتجهيزات متطورة.
جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى، الذي عقد هذا العام تحت شعار منظمة الصحة العالمية: "سلامة المرضى منذ البداية"، وسط حضور بارز للقيادات الجامعية وممثلي المنظمات الدولية.
وأوضح رئيس الهيئة أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى وقوع أكثر من 134 مليون حادث ضار سنويًا في مستشفيات دول الدخل المنخفض والمتوسط، ينتج عنها نحو 2.6 مليون وفاة يمكن تفاديها عبر تطبيق إجراءات دقيقة لسلامة المرضى.
وشدد الدكتور أحمد طه على أن معايير الجودة الصادرة عن "جهار" تستهدف في جوهرها تعزيز ثقافة الأمان داخل المنظومة الصحية، لافتًا إلى أن اعتماد مستشفيات جامعة القاهرة وفق هذه المعايير يمثل دليلاً على وعي القيادات الجامعية بأهمية الجودة وحرصها على تطبيقها بما ينعكس مباشرة على صحة وسلامة المرضى.
وأضاف أن سلامة المرضى ليست مجرد قواعد صارمة، بل قيمة إنسانية ورسالة مجتمعية تهدف إلى بناء الثقة بين المواطن ومقدمي الخدمة الصحية، مؤكدًا استمرار الهيئة في توسيع نطاق الاعتماد وتعميم ثقافة الجودة داخل المؤسسات الصحية بما يتماشى مع رؤية الدولة لنظام صحي متكامل يضمن أمان وسلامة المرضى.
واختتم الدكتور أحمد طه كلمته بالتأكيد على أن سلامة المرضى مسؤولية مشتركة تتطلب تكاتف الجامعات والهيئات المعنية ومقدمي الخدمة الصحية، وصولًا إلى المريض وأسرته كشركاء أساسيين في رحلة الرعاية، مشيرًا إلى أن "جهار" ستواصل شراكاتها مع المؤسسات الجامعية لنشر ثقافة الجودة والسلامة وتعزيز ثقة المواطنين في الخدمات الصحية، دعمًا لنظام صحي مستدام يتماشى مع تطلعات الجمهورية الجديدة.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمر شريف عمر أن المستشفيات الجامعية تعمل ككيان واحد متكامل، يقوم على التعاون لا التنافس، سواء فيما بينها أو مع مختلف القطاعات الصحية الأخرى، مشيرًا إلى أن معايير هيئة الاعتماد والرقابة الصحية "جهار" تضمن توحيد مستوى الخدمة الطبية واستدامتها بما يحقق مصلحة المريض ويرسخ ثقة المجتمع في المنظومة الصحية.
كما أكد الدكتور حسام صلاح أن الجودة والحوكمة تمثلان الركيزة الأساسية لأي نظام صحي ناجح، مشيدًا بما حققته معايير هيئة الاعتماد والرقابة الصحية "جهار" في المنشآت المعتمدة، حيث انعكس الالتزام بها في تحسن ملموس بمستوى الخدمة وارتفاع معدلات رضا المواطنين عنها، لافتًا إلى أن هذه النتائج تمثل دليلاً عمليًا على أن الاستثمار في الجودة والحوكمة هو استثمار في صحة المواطن واستدامة المنظومة الصحية.
وأوضح الدكتور نعمة عبد أن شعار العام: "رعاية آمنة لكل مولود وطفل" يجسد أهمية الاستثمار في صحة الأم والطفل كأولوية للصحة العامة، ويتكامل مع المبادرات الرئاسية لصحة وسلامة المرأة، مؤكدًا أن مشروع التأمين الصحي الشامل يمثل تحولًا في المنظومة الصحية قائمًا على الجودة وسلامة المرضى.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية خلال احتفالية جامعة عين شمس أن سلامة المريض تمثل جوهر معايير الاعتماد والمفتاح لضمان جودة الرعاية وبناء ثقة المجتمع في المنظومة الصحية، لافتًا إلى أن الأخطاء الطبية تكلف القطاع الصحي ما بين 15% و20% من ميزانياته، بينما تبلغ تكلفة الأخطاء الدوائية عالميًا نحو 42 مليار دولار سنويًا، ما يجعل تعزيز أنظمة السلامة أولوية تحمي الأرواح وتوفر الموارد لتطوير الخدمات الصحية.
وأشار إلى أن تطبيق معايير الجودة الصادرة عن GAHAR والمعتمدة دوليًا يضمن تبني أفضل الممارسات العالمية في الرعاية الصحية، بما يشمل أمان غرف العمليات، ودقة وصف الأدوية، وتعزيز برامج مكافحة العدوى، مشيدًا بالتزام جامعة عين شمس بتطبيق المعايير داخل منشآتها الصحية، واعتماد كل من مستشفى طب المسنين ومستشفى العبور كدليل على جدية الجهود المبذولة لتقديم رعاية آمنة.
وشارك في الاحتفالية كل من: الدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والدكتورة ريهام الأسدي، استشاري سلامة المرضى والحوكمة الإكلينيكية بمنظمة الصحة العالمية – مكتب مصر، والدكتور إيهاب شهاد، رئيس قسم جودة الرعاية الصحية، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة.