رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

السكتة الدماغية الصامتة.. تهديد خفي يصيب الدماغ بلا إنذار

السكتات الدماغية
السكتات الدماغية الصامتة

عندما يذكر مصطلح "السكتة الدماغية"، يميل خيال الإنسان  إلى استحضار صورة شخص يصرخ من شدة الألم أو ينهار فجأة فاقدا للوعي.

لكن الحقيقة الطبية تؤكد أن بعض السكتات الدماغية قد تمر دون أن يلحظها المصاب أو من حوله، وهو ما يعرف بـ"السكتة الصامتة" بحسب Times of india. 

هذه الحالة الخطيرة قد تحدث أثناء قيام الشخص بمهامه اليومية بشكل طبيعي، بينما يكون دماغه يتعرض لتغيرات دقيقة لكنها مؤذية. 

ومع تراكم هذه التغيرات عبر الزمن، تنعكس على الذاكرة والتوازن والقدرات الإدراكية بشكل ملحوظ.

أنواع السكتات الدماغية

السكتة الدماغية نوعان رئيسيان:

السكتة الإقفارية: وتشكل نحو 85% من الحالات، وتنتج عن انسداد أو جلطة في أحد شرايين الدماغ.

السكتة النزفية: تحدث نتيجة نزيف داخل الدماغ بسبب تمزق الأوعية الدموية، وتشكل النسبة المتبقية.

أما السكتات الدماغية الصامتة، فتحدث عندما يغلق أحد الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، فينقطع الأكسجين عن منطقة صغيرة.

وغالبا لا تسبب هذه الحالة أعراضا تقليدية للسكتة، إلا أنها تحدث تلف دماغي طفيفًا لا يمكن رصده إلا عبر التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي. 

وتشير دراسات حديثة إلى أن نحو 10% من البالغين الذين لم يشخصوا مسبقا بسكتة دماغية، تظهر صور أدمغتهم آثارًا لسكتات صامتة.

علامات خفية تنذر بالخطر

رغم أن هذه السكتات لا تظهر أعراضا صارخة، إلا أن هناك مؤشرات دقيقة يجب الانتباه إليها، منها:

ضبابية في الرؤية أو صعوبة التركيز، غالبًا ما تُفسَّر خطأ بأنها إرهاق بصري.

نوبات مفاجئة من الإغماء أو الإرهاق الشديد دون سبب واضح.

ارتباك أو فقدان ذاكرة عابر وغير مبرر.

تقلبات في المزاج أو بطء في التفكير تُعزى أحيانًا للتوتر أو التقدم في العمر.


طرق العلاج والتدخل الطبي

يمثل عامل الوقت عنصر حاسم في التعامل مع السكتات الدماغية.

 ففي حالات السكتة الإقفارية، يمكن إعطاء المريض دواء مذيب للجلطة خلال 4.5 ساعة من بدايتها، أو اللجوء إلى إجراء استئصال الخثرة ميكانيكيًا عبر القسطرة، وهو إجراء يمكن إجراؤه حتى 24 ساعة في بعض الحالات.


أما في السكتات النزفية، فقد يتطلب الأمر جراحة لإزالة الدم المتجمع أو إجراء تدخليًا داخل الأوعية لإصلاح التمزق.

عواقب تراكمية لا يستهان بها

قد تبدو السكتات الصامتة غير مؤذية للوهلة الأولى، لكنها تراكم آثارًا خطيرة على المدى الطويل. 

فقد ربطت أبحاث طبية متقدمة هذه السكتات بمشكلات معرفية مثل فقدان الذاكرة، ضعف القدرة على اتخاذ القرار، اضطرابات التوازن، والتقلبات المزاجية.

 والأخطر أن تكرارها يزيد احتمالية التعرض لسكتة دماغية كبرى تهدد الحياة

تم نسخ الرابط