رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

من البث إلى الأبراج.. لماذا يغسل التيك توكرز أموالهم في سوق العقارات؟

العقارات
العقارات

في الوقت الذي يعلو فيه نجم منصات التواصل الاجتماعي، ينمو في الظل وجه آخر لتلك الشهرة الرقمية، وجه أكثر ظلمة وتعقيدًا، حيث تتلاقى الشهرة والمال والتلاعب بالقانون.

لم يعد صانعو المحتوى مجرد أفراد يبحثون عن متابعين أو تفاعل، بل دخل بعضهم، عن قصد أو جهل، إلى شبكة موازية من التحايل المالي.

وفي مصر، كشفت الحملات الأمنية الأخيرة عن ظاهرة مقلقة، تيك توكرز يحولون أرباحهم الرقمية، المتحصلة من محتوى خادش أو غير مشروع، إلى أصول عقارية فاخرة، ومع القبض على صانع المحتوى المعروف "مداهم" والتحفظ على ممتلكات "سوزي الأردنية"، بات السؤال الملحّ: لماذا يفضل هؤلاء غسيل الأموال عبر العقارات؟.

الأموال الرقمية... مدخل لغسيل واقعي

أرباح البث المباشر على تيك توك ومثيلاتها أصبحت موردًا ماليًا ضخمًا، لكنه أيضًا يصعب تتبعه بدقة، خاصة عندما تكون الهدايا الرقمية مجرد واجهة لأموال مجهولة المصدر، وبمجرد دخول هذه الأموال للنظام المصرفي، تبدأ المرحلة الثانية: التبييض.


لكن لماذا العقارات؟، سؤال وجه " تفصيلة" للعديد من خبراء العقارات، وأكدوا على ان  العقار يبتلع المال، ويُخفي أثره.


وأضافوا أن شراء شقة، فيلا، أو حتى مكتب، يمنح هذه الأموال مظهرًا شرعيًا يصعب تتبعه، خاصة في ظل ثغرات سوق العقار، وغياب الرقابة الصارمة على حركة رؤوس الأموال داخله.

 

مغسلة بلا صابون

العقارات تُعد مثالية لغسيل الأموال لعدة أسباب على حسب حديثهم:

انعدام تسعير موحد: يمكن المبالغة في قيمة الشراء دون إثارة الريبة.

قلة التوثيق المباشر للتمويل: بعض الصفقات لا تتطلب كشف مصدر التمويل.

سهولة التسييل لاحقا: العقار يمكن بيعه لاحقًا واسترجاع الأموال “نظيفة”.

غياب الرقابة على بعض الصفقات نقدا أو عبر وسطاء.


وهو ما فعله "مداهم"، حسب بيان وزارة الداخلية، عندما أنفق 65 مليون جنيه على وحدات سكنية وسيارات وشركات وهمية، محاولة لتغليف أمواله بمظهر الاستثمار الشرعي.

تيك توك: المنصة التي خرجت عن السيطرة

منصة بدأت بتحديات الرقص، تحولت إلى قناة مالية غير مرئية، البث المباشر يمكن أن يدرّ آلاف الجنيهات في دقائق، من متابعين مجهولين، في جولات يختلط فيها الترفيه بالخطر المالي. ومع ضعف الرقابة على هذه المنصات، وغياب قوانين صريحة تتبع الأموال الرقمية، بات التيك توكر يسبق القانون بخطوة.


الغسيل الاجتماعي قبل المالي

المفارقة أن محتوى هؤلاء لا ينحصر في المساس بالمال فقط، بل يتعداه إلى المساس بالذوق العام والقيم الاجتماعية، ومع ذلك، تستمر الحسابات وتنتشر الفيديوهات ويُحتفى بأصحابها كمشاهير

تم نسخ الرابط