رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

المفتي: الذكاء الاصطناعي قد ينتج فتاوى تؤدي إلى فوضى فكرية

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء ستعقد مؤتمرها العالمي العاشر بعنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، يومي 12 و13 أغسطس 2025، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتأصيل دور المفتي المعاصر في التعامل مع النصوص والواقع المتغير.

وأضاف أن هذا المؤتمر قد جاء في وقته وحينه؛ ليقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون التقليل من سائر العلوم الفلسفية والمنطقية، ويؤكد تلك العلاقة بين العلوم الفلسفية وسائر العلوم الإنسانية والتجريبية.

وأوصى بأن يكون من ضمن مخرجات المؤتمر وتوصياته؛ ضرورة المحافظة على تدريس المواد الفلسفية والمنطقية؛ تحقيقًا لواجب وإقرارًا بفضل، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاستقلال بصناعة الفتوى؛ لأنه يفتقد مَلَكة الفقه، وروح المقاصد، داعيًا الشباب إلى التمييز بين أدوات المعرفة وأدوات الإفتاء.

وأوضح أن برامج الذكاء قد تنتج فتاوى غير صحيحة تؤدي إلى فوضى فكرية، لافتًا إلى أن دار الإفتاء تستقبل الأفكار الإبداعية لتطوير الخطاب الإفتائي بما يناسب تحولات المجتمع.
وتابع أن الذكاء الاصطناعي، يحمل بين طياته تهديدات أخلاقية ومعرفية عميقة، إذ تصبح قرارات الآلة انعكاسًا لانحرافات الإنسان في مجالات شتى، رغم مزاياه.
وأضاف أن هذه التهديدات تتجلى في أبشع صورها حين يستخدم الذكاء الاصطناعي في القتل، كما في العدوان على غزة، حيث استخدمت التقنية في تحليل الصور والتنبؤ بالحركات واستهداف الأحياء السكنية بدقة.

وأشار إلى هذا ما أدَّى إلى وقوع آلاف الضحايا، ولذلك تبرز الحاجة إلى ميثاق أخلاقي وإنساني عالمي ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي، لا من منطلق السوق والربح، بل من منطلق العدل والرحمة وصيانة الكرامة الإنسانية.

وبيَّن أن الإسلام رسم طريقًا وسطًا في التعامل مع هذه التقنيات، يوازن بين الاحتفاء بالعقل وضبطه بالوحي، وأن الذكاء الاصطناعي لا يُحكم عليه بذاته، بل بمآلات استخدامه، في الخير أو في الشر.

وأكد أهمية صياغة ميثاق أخلاقي عالمي مستند إلى القيم الإنسانية ومقاصد الشريعة، وتعزيز البرامج لتحصين الأجيال القادمة من الانبهار الأعمى بهذه التقنية، من خلال تنشئة تربوية ودينية تعلمهم أن التقنية وسيلة، لا غاية.

وشدد على ضرورة الموازنة بين العقل والنقل، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية، ممثلة في الأمانة العامة، تتعامل مع واقع الذكاء الاصطناعي بوعي علمي رصين ومسؤولية شرعية.

تم نسخ الرابط