"الاتحاد قوة".. دعوة للوحدة وتحذير من الفرقة والعنف الأسري في خطبة الجمعة

أكدت وزارة الأوقاف، أن خطبة الجمعة اليوم، تحث على أهمية الوحدة والتلاحم بين أبناء الأمة الإسلامية، محذّرة من الفرقة والانقسام، ومشدّدة على أن "الاتحاد قوة"، وأن التماسك هو السبيل الوحيد لتحقيق القوة الحقيقية للمجتمعات، كما أراد الله عز وجل في كتابه الكريم.
وفي خطبة مطوّلة، أبرزت الوزارة المعاني العميقة للوحدة، مستشهدة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تُبيّن خطورة التنازع، وتحث على الاجتماع على كلمة واحدة، مشيرة إلى أن سنة الله في الكون أن الاتحاد يبني والمنازعة تهدم. وجاء في الخطبة: "فإن الاجتماعَ قوةٌ، والافتراقَ هوانٌ، والوحدةَ صرحٌ يعلو به البنيان، والفُرقةَ صدعٌ يوهِي الأركان".
وشبهت الخطبة المؤمنين بالجسد الواحد الذي يتداعى بعضه لبعض عند الألم، كما قال النبي ﷺ: "مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسدِ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى".
التحذير من الانقسام.. والتمسك بأمر الله في الاعتصام
أوضحت الخطبة أن دعوة الإسلام للاعتصام بحبل الله جميعًا ورفض الفرقة ليست اختيارًا بل تكليف شرعي، مستندة إلى قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]
كما حذّرت من الأسباب التي تؤدي للفرقة مثل التعصب للرأي، والأنانية، واتباع الهوى، مؤكدة أن هذه المظاهر تضعف الأمة وتذهب ريحها، كما ورد في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]
وقد جسدت الخطبة هذه المعاني بصورة بلاغية بديعة قائلة: "هل يقومُ بنيانٌ على أعمدةٍ متنافرة؟ وهل تصمدُ جدرانٌ من لبناتٍ متباعدة؟".
العنف الأسري.. معول هدم للسكينة وأمان الأسرة
خصصت الخطبة جزءها الثاني للتحذير من العنف الأسري، واصفة إياه بـ"الآفة المدمرة" التي تهدد استقرار الأسر، وتمزق النسيج المجتمعي.
وأكدت أن الإسلام أقام دعائم الأسرة على الرحمة والمودة، لا على القسوة أو السيطرة أو الإيذاء، مستشهدة بقوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
وتناولت الخطبة أشكال العنف الأسري المختلفة، من الإيذاء الجسدي واللفظي إلى الإهمال والتهميش والحرمان الاقتصادي، مشددة على أن تلك التصرفات مرفوضة شرعًا، بل تُعد خروجًا عن تعاليم الإسلام، الذي وصفه النبي ﷺ بدين الرحمة والإحسان.
وأكدت الخطبة على ضرورة الاقتداء بالنبي الكريم ﷺ في حسن معاملة أهل بيته، مستشهدة بحديثه الشريف: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
وحدة وسلام في المجتمع والأسرة
واختتمت الخطبة بالدعاء أن يؤلّف الله بين قلوب المسلمين، ويصلح ذات بينهم، ويجعل بيوتهم واحاتٍ للأمن والسلام، بعيدًا عن التفرق أو العنف، داعية إلى استحضار قيم الإخاء والتراحم في البيت كما في المسجد والمجتمع.