التوتر في فنزويلا يشعل أسعار النفط.. صعود فوق 1% رغم مخاوف الطلب العالمي
عادت أسعار النفط إلى الارتفاع خلال تعاملات الأربعاء، متأثرة بتجدد التوترات الجيوسياسية في أمريكا اللاتينية، بعدما أعاد قرار أمريكي جديد بشأن فنزويلا إشعال المخاوف المتعلقة بالإمدادات.
وجاء هذا التحرك في وقت لا تزال فيه الأسواق حذرة من ضعف الطلب العالمي واحتمالات زيادة المعروض.

صعود قوي بعد موجة هبوط
وسجلت أسعار النفط مكاسب تجاوزت 1% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد جلسات اتسمت بالضعف والضغوط البيعية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 79 سنتًا، بما يعادل 1.3%، لتصل إلى 59.71 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 77 سنتًا أو 1.4% مسجلًا 56.04 دولارًا للبرميل.
وجاء هذا الارتفاع بعد أن استقرت الأسعار في الجلسة السابقة قرب أدنى مستوياتها في نحو خمس سنوات، وسط ضغوط ناتجة عن مخاوف تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.
قرار أمريكي يعيد المخاوف الجيوسياسية
وترتبط الارتفاع الأخير بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض ما وصفه بـ"حصار كامل وشامل" على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل أو تغادر فنزويلا، معتبرًا أن السلطات الحاكمة في البلاد تمثل "منظمة إرهابية أجنبية"، حيث أعاد هذا القرار المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات النفطية من أحد أكبر منتجي النفط في أمريكا اللاتينية.

تأثير محتمل على الإمدادات
وبحسب تقديرات متداولي نفط في الولايات المتحدة، فإن الحصار الجديد قد يؤدي إلى خروج ما يتراوح بين 400 و500 ألف برميل يوميًا من السوق العالمية، وهو ما قد يضيف دعمًا للأسعار يتراوح بين دولار ودولارين للبرميل في حال استمر تطبيق الإجراءات دون استثناءات.
العقود الآجلة تدعم الارتفاع
وفي آسيا، أشار متداولون إلى أن تعافي عمليات الشراء في سوق العقود الآجلة لعب دورًا رئيسيًا في دعم الأسعار، خاصة بعد هبوط النفط دون مستوى 60 دولارًا للبرميل في الجلسة السابقة، ما شجع بعض المستثمرين على اقتناص الفرص عند المستويات المنخفضة.
وأوضح أحد المتداولين أن المعنويات الحالية تستند بشكل أساسي إلى تطورات فنزويلا، إلا أن حجم صادراتها يظل محدودًا مقارنة بإجمالي الإمدادات العالمية، وهو ما يقلل من أثر الأزمة على المدى الطويل.

مخاطر الهبوط لا تزال قائمة
ورغم الارتفاع الحالي، يرى متعاملون أن المكاسب قد تكون مؤقتة، في ظل استمرار التركيز على تطورات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تفتح الباب أمام تخفيف العقوبات الغربية على موسكو، وعودة كميات إضافية من النفط إلى الأسواق العالمية.
وأضاف متداولون أن بعض المستثمرين قد يستغلون الارتفاع الحالي لبناء مراكز بيع جديدة، خاصة مع ضعف الطلب العالمي واستمرار الضبابية بشأن آليات تنفيذ الحصار الأمريكي وعدد الناقلات التي ستتأثر به.
ولا يزال الغموض يحيط بكيفية تنفيذ الحصار الجديد، وما إذا كانت واشنطن ستعتمد على اعتراض السفن عبر خفر السواحل، كما حدث مؤخرًا.
وفي الوقت نفسه، تستمر ناقلات أخرى غير خاضعة للعقوبات في نقل نفط فنزويلا، إلى جانب شحنات من إيران وروسيا، فيما تواصل ناقلات مستأجرة من شركة "شيفرون" نقل النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة بموجب تفويض أمريكي سابق.