هل تتسبب الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو وحماس في إفشال هدنة غزة؟

تصاعدت موجة الاتهامات المتبادلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس، مما ألقى بظلاله الثقيلة على المفاوضات المستمرة في الدوحة لليوم الثامن دون تحقيق تقدم يذكر، ويرجع تعثر المحادثات أساساً إلى الخلافات حول رفض حماس خريطة الانسحابات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وتتهم حماس نتنياهو بالتعنت والمماطلة، في حين تتزامن المفاوضات مع تصعيد عسكري إسرائيلي مميت يحصد أرواح العديد من الفلسطينيين يومياً خبراء مطلعون على الوضع أكدوا أن الولايات المتحدة قد تكثف جهودها للضغط على إسرائيل لتجنب انهيار المحادثات.
بينما تعمل كلا من مصر وقطر كوسيطين لدفع حماس نحو مواصلة المفاوضات والتوصل إلى صفقة تنهي الأزمة في القطاع، بشرط تقديم إسرائيل تنازلات ملموسة، خصوصاً فيما يتعلق ببند الانسحابات.
وكشف مصدر فلسطيني قريب من مسار المفاوضات أن الحديث عن فشل المحادثات سابق لأوانه، إذ لا تزال مستمرة وسط جهود الوساطة رغم العراقيل التي يضعها نتنياهو ومحاولات المماطلة.
وأشار المصدر إلى أن حركة حماس طلبت تحسينات محدودة على بعض البنود، لا سيما ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من مدينة رفح، وهي خطوة تستند إلى إجماع حصلت عليه الحركة عقب مشاورات أجرتها مع مختلف الفصائل الفلسطينية.
واتهم نتنياهو الإعلام الإسرائيلي بترويج دعايات حماس وتحميله مسؤولية إفشال محاولات إبرام صفقة تبادل.
وأوضح أن الحركة رفضت مقترحاً يشمل جدولة زمنية تصل إلى 60 يوماً، مؤكداً أن إسرائيل تسعى للحصول على صفقة تُضعف قدرات حماس العسكرية دون السماح لها بإعادة التسلح أو تكرار الأحداث السابقة.
وشدد نتنياهو على أن هدف الحكومة الإسرائيلية يتجاوز إعادة المخطوفين ليشمل القضاء على حماس.
وتصريحات مشابهة وردت عبر قناة آي نيوز 24 الإسرائيلية، حيث أكد مصدر آخر أن حماس تعمدت خلق صعوبات في المفاوضات عبر حرب دعائية موجهة.
من جهتها، ردّت حماس ببيان أصدرته يوم الخميس الماضي، متهمة نتنياهو بوضع عقبات متعمدة لإفشال الجهود الرامية لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
كما أشارت إلى استمراره في مماطلة تفضي إلى تعقيد الأمور وعرقلة التوصل إلى أي اتفاق.