سوريا.. تصاعد التوترات في السويداء وسط اشتباكات بين الدروز والعشائر البدوية

تعيش محافظة السويداء، جنوبي سوريا، حالة من التوتر الأمني المتصاعد، في ظل ضعف شديد في شبكات الإنترنت وصعوبات كبيرة في الاتصالات، على خلفية اندلاع مواجهات دامية بين مجموعات درزية ومسلحين من العشائر البدوية.
نفير عام من العشائر العربية
وأعلنت العشائر العربية في سوريا "النفير العام" دعماً للعشائر البدوية في مواجهة ما وصفوه بـ "جرائم ميليشيا الهجري الإرهابية"، متهمة الفصيل الدرزي بارتكاب عمليات قتل وتهجير في مناطق تواجد البدو بمحافظة السويداء، وفق بيان صدر عنها.
توغلات مسلحة وتحركات من محاور متعددة
وأفادت شبكة السويداء 24، بأن مجموعات عشائرية مسلحة دخلت إلى المحافظة من محورين، بدعم أمني، الأول عبر طريق دمشق - السويداء، وتمركزت قرب بلدة ذكير، والثاني من ريف درعا، ووصلت إلى بلدة ولغا غرب المحافظة.
وذكرت الشبكة أن بعض السيارات كانت مزودة برشاشات، إلى جانب استخدام دراجات نارية، في مؤشر على طابع التحركات العسكرية المنظمة.
حرق منازل ونزوح العائلات
وتسبب التوغل في إشعال النيران بمنازل مدنيين في مناطق شبه خالية من السكان بفعل العمليات العسكرية الأخيرة.
كما اندلعت اشتباكات متفرقة بين الطرفين، ما أسفر عن نزوح متزايد لعائلات تنتمي إلى عشائر البدو العرب.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات نزوح واسعة من أحياء تقطنها العشائر، بعد محاصرتها من قبل مسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية، في مناطق أبرزها: المقوس، سهوة البلاطة، المشورب، الزيتونة، الحروبي، الشقراوية، البرقشة، المنصورة، نبع عرى، والمزرعة.
الأمن السوري يستعد لإعادة الانتشار
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر بوزارة الداخلية السورية أن قوات الأمن الداخلي ستبدأ إعادة انتشارها في مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، بهدف وقف الاشتباكات واحتواء التوتر الأمني المتصاعد.
وأكد المرصد السوري أن الأوضاع الإنسانية في المحافظة "كارثية"، مشيرًا إلى نقص حاد في المواد الغذائية وتدهور سريع في الخدمات الأساسية.
إسرائيل ترسل مساعدات إنسانية للدروز
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الوزير جدعون ساعر أمر بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الدروز في السويداء، بقيمة مليوني شيكل، تشمل طرودًا غذائية ومعدات طبية وإسعافات أولية.
ولم تُحدد الوزارة كيفية إيصال هذه المساعدات إلى منطقة تشهد اضطرابات أمنية عنيفة، مكتفية بالقول إنها ستُسلّم "بطريقة مستهدفة".
وكانت إسرائيل قد أرسلت مساعدات مماثلة في شهر مارس الماضي، وسط تنامي المخاوف من توسع دائرة العنف قرب حدودها الشمالية، وحذرت دمشق من تعزيز وجودها العسكري في الجنوب السوري.
تحقيق أممي في المجزرة
وأدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أعمال العنف في السويداء، مطالبًا بتحقيقات مستقلة وشفافة في الأحداث التي أودت بحياة نحو 600 شخص خلال الأيام الماضية.
وقال تورك: "يجب أن يتوقف سفك الدماء، وأن تكون حماية المدنيين أولوية مطلقة، مع محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة".